انسحب مقاتلو المعارضة السورية من اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية الواقعة شمال دمشق والتي كانوا اقتحموها قبل يومين، بحسب ما اعلن «الائتلاف الوطني السوري». واكدت المعارضة السياسية والعسكرية الحرص «على معالم البلدة الاثرية والدينية»، في وقت قصفت قوات نظام الرئيس بشار الاسد بتسعة صواريخ أرض-أرض معضمية الشام في جنوب غربي العاصمة في محاولة للسيطرة عليها قبل ضربة عسكرية محتملة، لقربها من مطار المزة العسكري ومواقع عسكرية اخرى. وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان ان «كتائب الجيش السوري الحر قامت الأربعاء بتدمير حاجزي معلولا وجبعدين التابعين لقوات النظام والواقعين على طريق دمشق-حمص الدولي قرب المدخل الرئيسي لمدينة معلولا، بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد وميليشيا اللجان الشعبية المتمركزة في الحاجزين». واضاف ان مقاتلي «الجيش الحر» تمركزوا ل «ساعات قليلة على أطراف البلدة لم يسجل خلالها اي اعتداء على كنائس أو أديرة»، قبل ان تنسحب «حفاظاً على أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها». وشدد «الائتلاف» وهيئة اركان «الجيش الحر» على «التزامهما الكامل حماية جميع السوريين بدون أي تمييز مبني على أسس دينية أو طائفية أو عرقية أو اثنية أو سياسية، وحرصهما التام على صيانة الإرث الحضاري والإنساني والديني في سورية بكل الوسائل الممكنة». وكانت تقارير إعلامية عدة اشارت الى تعرض احدى كنائس معلولا للقصف والاحراق على ايدي مسلحين معارضين. وقالت رئيسة دير مار تقلا في المدينة الام بلاجيا سياف لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي ان المسلحين انسحبوا من البلدة الخميس. وأضافت ان «الجميع (في اشارة الى مقاتلي الطرفين) انسحب من معلولا يوم امس»، مبدية في الوقت نفسه تخوفاً من «عودة الوضع الى ما كان عليه لأن الجمر تحت الرماد». وأشارت الى ان الجيش النظامي «ما زال يقيم حاجزاً عند المدخل الرئيسي لمعلولا». وتحدث «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في التلال المحيطة بالمدينة. وقصف الطيران الحربي حاجزاً سيطر عليه مقاتلو المعارضة، بحسب «المرصد»، في حين افاد سكان في البلدة ان عناصر من «جبهة النصرة» وكتائب اخرى استهدفوا أحياء بداخلها بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة. وتابع: «المرصد» ان هجوم الاربعاء «تبعته اشتباكات بين المقاتلين وعناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام» استمرت ساعات، قبل ان ينسحب المقاتلون «مساء اليوم ذاته الى أطراف البلدة». وأشار الى سماع اصوات اطلاق رصاص وانفجارات امس في معلولا «مصدرها التلال المحيطة بالبلدة، والتي يتمركز في بعضها مقاتلون معارضون يهاجمون نقاط تمركز القوات النظامية على تلال أخرى». وتعد معلولا الواقعة على مسافة 55 كلم شمال دمشق من أبرز البلدات المسيحية في سورية، وما زال بعض سكانها يتحدثون اللغة الآرامية، وهي لغة المسيح. وتعرف البلدة بالعديد من الكهوف التي لجأ اليها المسيحيون في القرون الاولى للمسيحية هرباً من الاضطهاد. وفي حماة وسط البلاد، دارت اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية للنظام وعناصر «قوات الدفاع الوطني» من طرف وبين مجموعة مسلحة من طرف آخر، في منطقة الحليمات الواقعة في جبل مطل على مدينة مصياف في ريف حماة، انتهت باعتقال المسلحين من قبل «اللجان الشعبية» و «الدفاع الوطني». وفي شمال غربي البلاد، تعرضت مناطق في بلدة سرمين في ريف ادلب لقصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي بعد مقتل 20 مواطناً بينهم ستة اطفال وثلاث سيدات في مدينة بنش وبلدتي تفتناز وبزابور بقصف بالبراميل المتفجرة. وقال «المرصد» ان اشتباكات عنيفة دارت امس في جبل الأربعين بينما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على قرية الناجية، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على القرية. وتحاول قوات النظام السيطرة على جبل الاربعين بعدما استعادت السيطرة على مدينة اريحا المجاورة. وفي جنوب البلاد، تعرضت مدينة معضمية الشام جنوب غربي دمشق لقصف عنيف من القوات النظامية في محاولة للسيطرة على هذه المدينة القريبة من مطار عسكري استراتيجي في دمشق قبل ضربة عسكرية غربية محتملة، وفق ما افاد «المرصد السوري» الذي قال: «تتعرض مناطق في مدينة معضمية الشام لقصف عنيف من القوات النظامية»، مشيراً الى سقوط تسعة صواريخ ارض-ارض على المدينة. وأشار الى ان القصف تزامن «مع اشتباكات عنيفة على جبهات عدة في محيط المدينة (...) في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في المدينة». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن «يبدو ان النظام يحاول السيطرة على معضمية الشام قبل الضربة (الغربية المحتملة)، وذلك لقربها من مطار المزة العسكري الاستراتيجي» الواقع في غرب دمشق ويضم تجمعات كبيرة للقوات النظامية، اضافة الى قربها من الفرقة الرابعة التي تعد من أبرز فرق النخبة في الجيش، ويقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري.