واجه مشروع إعادة تسمية الأحياء والشوارع في مدينتي الهفوف والمبرز التابعتين لمحافظة الأحساء، انتقادات واسعة من الكثير من القاطنين في معظم تلك الأحياء، وذلك بعد استبدال أسماء أحيائهم بأسماء أخرى، وكذلك إدراج تسميات "جديدة" للشوارع الفرعية بمسميات، بعضها "غريبة" وليس لها مدلولات، عطفاً على تداخل بعض تلك التسميات في الشوارع الأفقية والطولية، مطالبين بالاستعانة بأعيان ورجال الحي في اختيار تسمية كل حي، وليس بهذه الصورة المفاجئة والمباغتة لهم، والتي حدثت في أحيائهم دون سابق إبلاغ أو استشارة، على حد قولهم. وكانت مجموعة من العمال، الذين يباشرون تركيب بعض تلك اللافتات التي تحمل المسميات الجديدة، تعرضوا لبعض المضايقات من سكان أحد الأحياء الواقعة جنوب مدينة الهفوف لرفضهم "التام" للتسمية الجديدة. وذكر خالد القحطاني أن مشروع إعادة "التسمية" للأحياء طمس هوية العديد من الأحياء المشهورة، مستشهداً في ذلك باستبدال مسمى حي "الرقيقة" إلى تسمية أخرى، على رغم أن العمر الزمني للحي يمتد لعشرات السنين بهذا الاسم، والجميع داخل الأحساء وخارجها، الذين يزورون الحي، يعرفونه بهذه التسمية، عطفاً على تسمية مركز شرطة باسم الحي، كما أن عمدة الحي يعرف باسم "عمدة حي الرقيقة"، وأن جميع الأوراق الثبوتية للمنازل في هذا الحي مدونة بها كلمة حي "الرقيقة" فقط، وأضاف أنه تم استبدال الاسم بمسمى آخر لحي "جديد" ذي شهرة بسيطة جداً، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على التسميات السابقة المعتمدة في صكوك ملكية المنازل دون تغيير، ولفت إلى أن استبدال تلك التسميات من شأنه إحداث مشاكل في تحديد مواقع الأملاك من أراض ومنازل قائمة في المستقبل. وفي ذات السياق، قال سمير الناصر إن تسمية الشوارع الداخلية في الأحياء متداخلة، فمنزلان قريبان من بعضهما لا يفصل بينهما سوى شارع لا يتجاوز عرضه 6 أمتار، يحملان اسمين مختلفين، وهو ما تسبب في تشتت الكثير من مستخدمي هذه الشوارع، واصفا تلك التسميات ب"العشوائية"، وأعرب عن مخاوفه من دخول المحسوبيات في تحديد مسمى الحي بعد دمج الأحياء الأخرى المجاورة. وأبان صادق الحدب أن كثيرا من اللوحات الإرشادية لمسميات الأحياء والشوارع تحوي أخطاء إملائية في ترجمتها للغة الإنجليزية، فبعض ترجمات تلك اللافتات تجاهلت تماماً حركات الحروف من "ضمة، وكسرة، وفتحة"، وما تقابلها في اللغة الإنجليزية من أحرف أبجدية "إنجليزية". وبدورها، نقلت "الوطن" انتقادات الأهالي إلى أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم، فأشار إلى أن الأسماء "الجديدة" للشوارع هي إطار تنظيمي حكومي رسمي، خالٍ تماماً من الاجتهادات الشخصية، وأن جميع تلك التسميات خاضعة للاستئذان الرسمي لفسحها، وهي أسماء "واردة" لأمانة الأحساء من الجهات المعنية، وفق قوائم "محددة" لذلك، وتضمنت تسميات ثابتة للشوارع الرئيسية، واستحداث أسماء "جديدة" للشوارع الفرعية والداخلية في الأحياء السكنية. وفي ما يخص تسمية الأحياء داخل مدينتي الهفوف والمبرز، أوضح الملحم أنه جرى الرجوع إلى صكوك ملكية المباني في تلك الأحياء، مع الأخذ بدمج مسميات الأحياء "الصغيرة" إلى مسمى الحي "الكبير"، الذي يقع داخل النطاق "بمحاذاته" لتسمية الحي باسم الحي "الكبير"، وهو ما تبلغ مساحته الإجمالية 500× 500 متر مربع، مؤكداً أن الأمانة ملتزمة بالحفاظ على تسميات أحياء أواسط المدن التاريخية مثل الهفوف والمبرز، كأحياء الكوت والنعاثل والرفعة والسياسب وغيرها، وقال إن إعادة التسمية اقتصرت على الأحياء "الجديدة" طبقاً لمساحات كل حي، لافتاً إلى أن جهات الاختصاص في الأمانة مستمرة في أعمال إضافة تسميات جديدة للشوارع، وإعادة تسميات الأحياء، وأن المرحلة الأولى من المشروع جرى تطبيقها في مدينتي الهفوف والمبرز، وفي مراحل لاحقة سيتم تطبيق المشروع في المدن والقرى الأخرى بالمحافظة.