في أجواء حارة وساخنة منتصف شهر أغسطس يشعل الخباز مظهر الأفغاني نيران التنور مع كل صباح ويقابل لهيبها بوجهه منذ الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل في مخبزه ليخبز أرغفة "التميس" التي عجنها زميله سيد الخباز ولا يحجبهما عن المارة غير شبك من الحديد لا يقي حرا ولا زمهريرا في نهار حار ومساء رطب. فداخل المخبز وأمام التنور يقابلك الخبازون ببشراتهم الحمراء التي تضاهي لهيب التنور احمرارا. وفي غرفة التنور المكتومة بين النيران والشبك الحديدي قال الخباز مظهر ورفيقه سيد: إن إقبال الناس على خبز التميس كما هو لم يتغير رغم الأجواء الحارة صيفا، لكن صعوبة أن يقوما بالخبز في تلك الأجواء ومواجهة النار تجعل العمل شاقا. ويضيفان: "رغم أن كثيرا من الزبائن عادة ما يستمتعون بمشاهدة عمل الخباز في العجن والخبز في التنور إلا أنهم لا يتحملون الاقتراب من الخباز في مثل ذلك الجو في فصل الصيف ولا يفضلون المكوث بجانبنا للمشاهدة كما يحدث أحيانا في فصل الشتاء، وإنما يبتعدون عن أجواء حرارة التنور حتى ننهي لهم الطلب ونناديهم ليستلموه". ويضيف مظهر: أنه لا يشكو مرضا جسديا واحدا ويتمتع بصحة جيدة وتنفس ممتاز وبشرة معتدلة رغم وقوفه أمام التنور لخبز التميس مدة لا تقل عن 10 ساعات يوميا طوال ال11 عاما الماضية. أما زميله "سيد" فأوضح أن عملهم يتوقف في فصل الصيف من العاشرة والنصف أي حينما تبدأ الشمس في الارتفاع وليس بالظهيرة كما في الشهور المعتدلة الأجواء، مرجعا السبب إلى إصابته بحالة إغماء لمرتين أثناء العمل أمام التنور جراء حرارة الشمس مما ترتب عليه التوقف عن العمل باكرا، حيث يبدأ العمل من السادسة صباحا وحتى العاشرة والنصف صباحا أثناء فصل الصيف لأنه من غير الطبيعي إتمام الخبز في التنور في مثل هذه الأجواء. ويستأنف العمل بعد العصر. وأعرب مظهر وسيد عن أملهما في الوصول لأي وسيلة تكنولوجية لا تتعارض مع العمل داخل المخبز وتقيهم الحر أثناء الخبز في ساعات النهار صيفا.