رفض وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وصف مشاركة المملكة كضيف للشرف في معرض بكين الدولي للكتاب بالضعيفة، واستحواذ الوزارة على تنظيمها، فيما دفع في تصريح إلى "الوطن" الاتهامات بضعف الاستعدادات للمشاركة، مبيناً أنها استغرقت أكثر من عام من الاستعداد، وأنه لا يعتقد أن هناك ضعفا في المشاركة، وإنما هناك تطور مستمر في مثل تلك الفعاليات، مشيراً إلى أن الجهد الذي يبذل كبير، وليس جهد الوزارة وحدها، وإنما جهات أخرى مشاركة. وحول سؤال "الوطن" عن غياب نسبي للإصدارات المترجمة للقارئ الصيني، أوضح العنقري، أن وزارته حرصت على ترجمة كثير من الكتب التي تغطي جوانب مختلفة، في الأدب والعلوم والتاريخ، وهي موجودة باللغة الصينية، مضيفاً بقوله "ونطمح أن تكون هناك استمرارية في الترجمة، لأن مشاركتنا مستمرة، وكل عام ستكون هناك كتب مترجمة من الإنتاج السعودي، بينما ترجمنا في هذه المشاركة أكثر من 50 عنوانا". وعن رأيه في مستوى المشاركة، كون المملكة أول دولة عربية وإسلامية يتم اختيارها للمشاركة كضيف شرف، أجاب العنقري بأن المحتويات مقيدة بعدة أشياء من أهمها المساحة، نظراً لكثرة المشاركين من مختلف دول العالم في المعرض، وعادة تحدد مساحة أكبر نسبياً لضيف الشرف، وهناك أشياء كثيرة يمكن عرضها، ولكن ما هو موجود في الوقت الحاضر يعطي نماذج جيدة. إلى ذلك، شهد جناح المملكة المشارك في معرض بكين الدولي للكتاب المقام حاليا في أرض المعارض في بكين إقبالا كثيفا من الزوار الصينيين لمشاهدة ما يحتويه من معروضات تعكس التطور الذي يعشيه شعب المملكة وما قدمه ويقدمه للعالم أجمع من منتج ثقافي وفكري وخدمي. مشاركة سعودية إلى ذلك، اختتمت يوم أمس فعاليات معرض بكين الدولي للكتاب الذي حلّت المملكة ضيف الشرف لهذا المعرض، فيما شهد المعرض طيلة أيامه مشاركة سعودية واسعة، بحضور عدد من المثقفين والأدباء السعوديين الذين شاركوا في ندوات ثقافية وأمسيات شعرية إلى جانب زيارة شخصيات سياسية ودبلوماسية وثقافية من مختلف أنحاء العالم. وأكد المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للتعاون الدولي والمشرف على مشاركة المملكة في معرض بكين الدولي للكتاب الدكتور سالم المالك أن اختيار المملكة ضيف شرف في معرض بكين هو تقدير للدور الكبير التي تحتله المملكة في المحافل الدولية، ومنها هذه التظاهرة التي عكست مدى تقدير شعوب العالم لها. وأضاف أن معارض الكتاب الدولية أصبحت ملتقيات ثقافية، وتظاهرة حضارية ذات قيمة عالية، مبينًا أن المملكة انتقلت من المشاركة في معارض الكتاب الدولية إلى أن تكون ضيف الشرف في كثير منها، مما يؤكد مدى المكانة العالمية التي تتمتع بها. الجدير بالذكر أن المعرض احتوى على عدد كبير من الكتب وأكثر من 700 عنوان منها ما هو باللغة العربية ومنها ما هو باللغات الأخرى كما تمت ترجمة 53 كتابا إلى اللغة الصينية منها عشرون للأطفال حيث تعد أكبر حركة ترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية في الوقت الحديث بهذه المناسبة. حضور للمثقفين وصاحب المشاركة، انطلاق جلسات البرنامج الثقافي، حيث تضمنت 15 ندوة ومحاضرة متنوعة، تناولت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتاريخ والاقتصاد المعرفي واللغة العربية والأدب والشعر والقصة والرواية والحوار ومظاهر النهضة في المملكة في التعليم والطب. وشارك فيها عدد من الدبلوماسيين والمثقفين والأكاديميين والمتخصصين من المملكة ونظرائهم في جمهورية الصين الشعبية، وكانت باكورة تلك المشاركات الجلسة التي شارك فيها سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين المهندس يحيى الزيد، وممثل أرامكو السعودية في بكين والأستاذ الدكتور في جامعة اللغات والثقافة ببكين الدكتور ليو فنج هوا، والأستاذ الدكتور بحامعة الصين للعلوم الساسية والقانون ماجيا تنج. حيث سلط فيها المشاركون الضوء على طبيعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وكشفت الجلسة عن التطور الهائل الذي شهده ميزان التبادل التجاري بينهما والذي امتد على مدى 30 عاما، وكانت الفترة الذهبية لهذا النمو قفزه خلال العقد الأخير، حيث قفز في الفترة (2001-2012م) من 4.1 مليارات دولار إلى 73.4 مليار دولار. ونوه المشاركون بأهمية هذه العلاقات للبلدين، كما أوصوا بالمحافظة على معدل النمو بما يعزز من الوضع الاقتصادي الزاهر الذي تحقق لهما.