خرجت مشاركة المملكة بصفتها ضيف الشرف في معرض بكين الدولي للكتاب عن إطارها التقليدي، حيث تحولت إلى استعراض تراثي وثقافي عكس جوانب متعددة من الثقافة المحلية، التي شكلت "وجهة" مختلفة للزائر الصيني عن بقية الجهات المشاركة. وقال وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري خلال حديث للصحفيين أمس من العاصمة بكين لدى تدشينه جناح المملكة، إن اختيار الصين للسعودية كأول دولة عربية وإسلامية تشارك بصفتها ضيف الشرف، يعكس التقدير الكبير من قبل الحكومة الصينية ومنظمي الفعاليات للمملكة، مضيفاً أن الدعوة جاءت تكريماً لدور المملكة الرائد في متخلف جوانب الفكر والثقافة وخدمة الإنسان أينما كان. ولفت العنقري إلى أن المملكة تلقت دعوات كثيرة للمشاركة كضيف شرف في عدة مناسبات خلال الأشهر المقبلة لعرض تجربتها الثرية وما لديها من منتج ثقافي له تقدير وصدى لدى مختلف شعوب العالم للمشاركة في معارض الكتاب، فيما اعتبر مشاركة بلاده في المعرض كإحدى الفعاليات التي تقوي العلاقات العلمية والتعليمية والبحثية والثقافية بين البلدين، مشيراً إلى أن المملكة والصين، لديهما صلات عريقة، من خلال العلاقات التاريخية بين الحضارتين العربية والصينية، التي تتجاوز آلاف السنين. وأضاف العنقري أن هناك نحو 1200 طالب سعودي يدرسون في الصين، علاوة على وجود تعاون جيد بين الجامعات السعودية، والجامعات الصينية المرموقة. وأكد العنقري أن المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية لديهما ثقافة عريقة وعلاقات تمتد إلى آلاف السنين يعتز بها البلدان طيلة هذه العقود من عمر التطور البشري ومنها هذه العلاقات في الوقت الحالي وهذا المعرض وما يحويه من محتويات بحثية وعلمية. وتضمن جناح المملكة الذي حاز على مساحة ألف متر، مشاركات تمثلت في النشر والفنون والتراث والحرف؛ حيث خصص لمجال النشر قسم معني بالإصدارات في الأدب، والعلوم، واللغة العربية، والتاريخ، والجغرافيا، والكتب العلمية بالإضافة إلى إصدارات المناسبة التي تشكل مجموعة من الكتب المنتقاة التي تمت ترجمتها إلى اللغة الصينية وتركز على الموضوعات التي تهم القارئ في الصين وتبرز القواسم المشتركة بين الثقافة السعودية والصينية. أما مكتبة الطفل فتضم قصصا للأطفال مترجمة باللغة الصينية تتجاوز 20 كتابا، ومجموعة من الرسوم واللوحات الفنية المتخصصة، كما تحتوي تلك المساحة على قسم خاص يتضمن مجموعة منوعة من الصور والخرائط والوثائق التي تحكي تاريخ المملكة. وفي أحد أركان الجناح تم تصميم قسم للوحات التشكيلية لأبرز فناني المملكة بمدارسهم المختلفة، ويصاحب ذلك معرض للخط العربي يحتوي على مجموعة من أعمال الخطاطين السعوديين بأنواعه المختلفة، كما يعزز من هذا الجزء الخاص بالفنون قسم التصوير الضوئي والفوتوجرافي يحتوي على مجموعة من أعمال التصوير الضوئي والفوتوجرافي لكبار المصورين من المملكة. وعند الانتقال لقسم المجسمات تبرز مجموعة من مجسمات الحرمين الشريفين وعدد آخر يجسد واقع المملكة قديماً وحديثاً. وفي الجانب الخاص بالمعروضات والملابس التقليدية يقدم الجناح نماذج من الملابس والأزياء التقليدية لبعض مناطق المملكة.