ربط محللون وخبراء في السياسات النفطية تأثر أسعار النفط عالميا بالضربة العسكرية، التي من المرتقب أن تشن على سورية، وبما سيلي تلك الضربة من تداعيات، مضيفين أن الأسعار ستتجه بكل تأكيد إلى الارتفاع، ولكن ليست بمستويات كبيرة، متوقعين أن تتراوح الأسعار في الفترة القادمة بين 115 و117 دولارا للبرميل. وأوضح الخبراء أن تحديد وقت الضربة بنهاية الأسبوع سيسهم في الحد من ارتفاع الأسعار، كون الأسواق العالمية ستكون مغلقة، مما سيمنع المضاربين من القفز بأسعار النفط إلى الأعلى. وأشاروا إلى أن أنظار العالم بعد الضربة ستكون متجهة إلى إيران، كونها من الدول المؤيدة للنظام السوري، مخافة تدخلها على منابع النفط في الخليج، وهو ما قد يغير من خارطة سوق النفط عالميا، خاصة فيما يتعلق بأسعار التأمين، إضافة إلى تخوف بعض ناقلات النفط من نقل النفط إلى العالم. وقال المحلل وخبير السياسات النفطية الدكتور راشد أبانمي، إن توقيت التدخل العسكري على سورية أتى بعد دراسة الأوضاع ونتائج هذه الضربة وما سيترتب عليها، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية على العالم وعلى رأسها أسعار النفط، متوقعا أن مدة التدخل العسكري لن تستمر أكثر من ثلاثة أيام. وأشار أبانمي إلى أن أنظار العالم ستتجه في حال وقع التدخل العسكري إلى منابع النفط في الشرق الأوسط، والتي تنتج 40% من النفط العالمي؛ تحسبا لأي تهديد أو عمليات تخريب قد تصل إليها عقب الضربات العسكرية من قبل إيران، مشيرا إلى أن ما سيعقب الضربة العسكرية هو من سيحدد مسار سوق النفط في العالم. وتوقع أبانمي في حال دخول إيران على الخط، وتهديدها بضرب منابع النفط في الخليج، فإن ذلك سيترتب عليه الكثير من السلبيات والتي يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار الخدمات اللوجستية المتمثلة في ارتفاع أسعار التأمين، إضافة ألى أن هذا الوضع سيدفع بعض الناقلات إلى الامتناع عن نقل النفط. ويرى المحلل النفطي الكويتي حجاج بوخضور، أن أسعار النفط بكل معطياتها استوعبت صدمة تداعيات الضربة العسكرية مسبقا واستمرت في تهدئة الانفعالات التي طرأت على سوق النفط، متوقعا أن تكون الأسعار حال الضربة العسكرية ما بين 115 و 117 دولارا للبرميل، مبينا أن أسواق النفط لن تتعرض لأي عجز أو تراجع في الإمدادات، بعد أن تعاملت دول الخليج المنتجه للنفط وعلى رأسها السعودية بكل عقلانية مع مثل هذه الأحداث منذ عشرين سنة، والتي أكدت على أن دول الخليج ملتزمة بتوفير ما يحتاجه سوق النفط العالمي في أحلك الظروف وأصعبها. وأوضح المحلل النفطي سداد الحسيني، أن أسعار النفط عالميا لن تتأثر بشكل مباشر وكبير بالضربة العسكرية على سورية، وعزا الحسيني ذلك إلى أن الضربة لن تكون طويلة بالقدر الذي ستمتد معه الأزمة إلى أبعد من ذلك، متوقعا أن تتراوح الأسعار أثناء وبعد الضربة لن تتعدى حاجز 117 دولارا للبرميل.