توقع خبراء نفطيون استقرار أسعار النفط حول مائة دولار للبرميل في العام الحالي، وأرجعوا ذلك للأزمات السياسية والمالية التي يشهدها العالم حاليا، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات الإيرانية والأوضاع السياسية في الدول المنتجة للنفط. الدكتور راشد أبانمي وقال خبير السياسات النفطية الدكتور راشد أبانمي ل”الشرق” إنه من الصعب التوقع حول أسعار النفط بسبب وجود قوتين متضادتين حيث تتسبب كل منهما في الانخفاض والارتفاع إذا طغت واحدة على الأخرى. مضيفا أن القوة الأولى تتمثل في الأزمة المالية في منطقة اليورو بسبب الديون السيادية في أوروبا بالإضافة إلى عدم تعافي الاقتصاد الأمريكي نوعا ما من الأزمة المالية التي تعرض لها بسبب التصنيف الائتماني. وأوضح أبانمي أن هذه القوة في حال أنها كانت المسيطرة، فإنها ستؤدي إلى انخفاض أسعار النفط بسبب عدم تعافي الاقتصاد في هذه الدول. مبيناً أن القوة الثانية والتي تتمثل في الأزمات السياسية خاصة في الدول النفطية، هذا بالإضافة إلى مقاطعة الاقتصاد الإيراني بسبب عدم رضوخه للطلب الدولي، فإن الأسعار ستستمر في الارتفاع، مضيفا أن هذه القوة هي الأقرب للسيطرة بسبب المؤشرات الكبيرة التي تدل على ذلك. وأشار أبانمي إلى أن حظر النفط الإيراني والمتوقع تطبيقه في هذا العام الحالي، سيرفع الطلب على النفط، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل تصاعدي، موضحا أن توجه كل من الصين وكوريا واليابان في إبرام عقود نفطية مع دول أخرى غير إيران يؤكد أن أسعار النفط سترتفع خلال الفترة المقبلة. وذكر أبانمي أن الأزمة السياسية المتصاعدة في سوريا ومحاولة إيران تحريك الأقليات في عدد من الدول العربية المنتجة للنفط، والتصريح بإغلاق مضيق هرمز يؤكد بأن هذه الأزمة ستتسبب في ارتفاع أسعار النفط، مشيرا إلى أن السعر المعقول لبرميل النفط حاليا هو مائة دولار، حيث بدأت دول العالم تقتنع بهذا السعر، وهو السعر المتوقع استمراره في 2012. وأكد أبانمي أنه لن تكون هناك فجائية في الصعود أو النزول في أسعار النفط، مبينا أن هذه الحالة مستبعدة في الوقت الحالي نظرا للوضع الحالي بخصوص المتغيرات الاقتصادية والسياسية. ولفت أبانمي أن عودة ليبيا لإنتاج 1.5 مليون برميل يوميا، وتنامي الإنتاج النفطي في العراق سيعوض فقدان النفط الإيراني في حال تطبيق العقوبات الدولية على إيران. وقلل أبانمي من تأثير المضاربين على أسعار النفط الحالية نظرا لأن الوضع الحالي للسوق غير مشجع لهم. حجاج بوخضور من جانبه قال الخبير النفطي حجاج بوخضور ل”الشرق” أن الأوضاع والأزمات الجيوسياسية واستهداف الغرب للصين سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط في 2012، موضحا أن الربيع العربي والعقوبات التي ستواجهها إيران هي الأدوات التي تدفع أسعار النفط لمواصلة الارتفاع خلال هذا العام مع التوقع باستقرار السعر عند مائة دولار في العام الحالي حيث إنه يمثل الوضع الطبيعي للحالة الراهنة. وأضاف بوخضور أن الغرب يستهدف رفع أسعار النفط لكي يتضرر الاقتصاد الصيني المتنامي بحكم أنه ثاني مستهلك للنفط على المستوى العالمي، مبينا أنهم يستهدفون رفع الأسعار بأسباب جيوسياسية لتصل إلى 30% في العام الحالي للحد من تنامي الاقتصاد الصيني الذي يضر باقتصاديات الغرب، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المتحكم في أسعار النفط الحالية ليس العرض والطلب بقدر ماهو ضغط سياسي من قبل الدول العظمى. الحسيني: التحسن الاقتصادي والأزمات السياسية سترفع الأسعار سداد الحسيني وقال الخبير النفطي سداد الحسيني إن أسعار النفط ستشكل ارتفاعا تصاعديا بناء على التحسن الملحوظ في الاقتصاد العالمي وخاصة بداية التحسن في الاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى قوة الاقتصاد في الدول الشرق آسيوية، مبينا أن الارتفاع هو السمة التي ستكون عليها الأسعار في هذا العام الحالي بالرغم من أزمة الديون السيادية في أوروبا. وأكد سداد أن الأزمات السياسية خاصة في الدول المنتجة للنفط تشكل كذلك سببا رئيسيا في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن الأسعار ستتراوح من مائة دولار وهو السعر المتوقع استمراره مع احتمالية ارتفاعها بآخر 2012 إلى 120 دولار للبرميل. وأوضح سداد أن دول أوبك ملتزمة بتوفير أي عجز أو نقص يتسبب فيه أحد أعضاء المنظمة من خلال التزام الدول الأخرى بتغطية هذا العجز أو النقص، لافتا إلى أن تغطية هذا العجز سيكون على حساب الاحتياطي والمقدر بثلاثة ملايين برميل، الأمر الذي يعني أنه في حال حدوث أي أزمات في العالم سواء جوية أو سياسية سيتأثر الإمداد وسيكون هناك ارتفاع في الطلب يقابله انخفاض في العرض ماقد يعرض العالم لأزمة إمداد نفطية. حاملة نفط تعبر مياه الخليج (الشرق)