أكد خبيران نفطيان ل«الشرق» لجوء إيران إلى السوق السوداء لبيع نفطها بعد إجراءات حظر وارداتها النفطية إلى دول الاتحاد الأوروبي، التي دخلت حيز التنفيذ أمس، مشيرين إلى أن إيران قامت منذ بدء تطبيق الحظر، الذي بدأ بشكل تدريجي منذ ستة أشهر تقريبا بالاتجاه للسوق السوداء لبيع النفط المحظور، متوقعين أن تواصل إيران سيرها على هذا النهج بعد بدء تطبيق الحظر الكلي لدول الاتحاد. ومعروف أن الحظر شمل 2.2 مليون برميل نفط، تنتجها إيران. وقال خبير السياسات النفطية والدراسات الاستراتيجية الدكتور راشد أبانمي أن أسعار النفط بدأت في التراجع منذ مارس الماضي، بما يقارب 25%، مرجعا السبب في ذلك إلى المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها بعض الدول العالمية، وخاصة الكبرى منها، حيث انعكس تباطؤ النمو الاقتصادي في أمريكا والصين والمشكلات الاقتصادية في منطقة اليورو بسبب الديون السيادية سلبا على أسعار النفط، مما أدى إلى تراجعها، هذا بالإضافة إلى قيام إيران ببيع نفطها المحظور في السوق السوداء لمواجهة الحظر الأوروبي عليها. وأضاف أبانمي أن «البيع في السوق السوداء سيضغط على أسعار النفط خلال الفترة القليلة المقبلة، مما ينتج عنه انخفاض في الأسعار، قد يصل إلى حاجز 75 دولارا للبرميل»، مشيرا إلى أن «منظمة أوبك ستسد عجز النفط الإيراني بإلزامها الدول المصدرة بتغطية أي عجز بسبب الحظر ». من جانبه، قال الخبير النفطي سداد الحسيني إنه «لن يكون هناك انعكاس ملموس على أسعار النفط بعد حظر النفط الإيراني، حيث ستستقر الأسعار على المدى القريب»، موضحا أن «الأسعار ستتراوح بين 90 و 95 دولارا للبرميل»، مبيناً أن توجه إيران للسوق السوداء لبيع نفطها ليس ذا تأثير كبير على الأسعار». وقال إن «تراجع الأسعار منذ مارس الماضي يعود إلى أسباب عدة منها: تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ومشكلات منطقة اليورو، بالإضافة إلى انخفاض الاستهلاك في أمريكا حيث انخفض الاستهلاك من 18.500 مليون برميل يوميا إلى 18.200 مليون برميل، وهذا الأمر شكل ضغطا على الأسعار، وجعلها تتراجع»، مضيفا في الوقت نفسه أن «الأسعار شهدت في الفترة الماضية ارتفاعا مبالغا بسبب المخاوف من إغلاق مضيق هرمز، ووصلت إلى 127 دولارا للبرميل، وعند زوال التخوف تراجعت الأسعار إلى ما وصلت إليه حاليا». وأشار الحسيني إلى أن «الإنتاج الإيراني تراجع منذ بدء الحظر، حيث كانت إيران تنتج قبل سنتين 3.600 مليون برميل يوميا، وانخفض قبل شهرين ليصل 3.300 مليون برميل، بينما وصل في الوقت الحالي حسب الأخبار المؤكدة والصادرة من مصادر نفطية موثوقة أن «الإنتاج اليومي لإيران في الوقت الحالي يصل إلى 2.960 مليون برميل»، مبينا أن «إيران ستواجه مشكلات اقتصادية بسبب انخفاض إنتاجها وحظره من التصدير، بالرغم من أنها تستهلك 1.400 مليون برميل يوميا».