أكد محللون وخبراء عسكريون واستراتيجيون أن الجيش المصري حقق إنجازات كبيرة في شبه جزيرة سيناء منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من الشهر الماضي، وأوضحوا أن القوات المسلحة أحرزت انتصارات باهرة على المتشددين وكبدتهم خسائر فادحة، رغم ارتفاع عدد شهداء القوات المسلحة، وأشاروا إلى أن رفع الغطاء الأمني والحماية التي كان يوفرها النظام السابق للمتطرفين أدى إلى انكشاف ظهرهم، مما أتاح الفرصة للقوات المسلحة للتقدم نحو استئصالهم وهزيمتهم. وكان المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد علي قد قال أن حصيلة قتلى الإرهابيين حتى الآن بلغت 78 قتيلاً، من بينهم 46 مصرياً، والبقية من جنسيات أخرى. كما ألقت القوات المسلحة القبض على 172 شخصا بينهم 124 مصرياً، و48 من جنسيات أخرى. وقال مدير مركز الجمهورية للدراسات والسياسات الاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل إن القوات المسلحة تهتم برفع الكفاءة القتالية والمعنوية بالجنود، وإن العمليات العسكرية الجادة للجيش بسيناء بدأت منذ 4 يوليو عقب عزل مرسي، اضافة إلى تدمير نسبة كبيرة من الأنفاق. وتابع: "مرسي كان يرفض دخول الجيش في مواجهة مع الجماعات المسلحة بسيناء للدفاع عنه وقت الحاجة، وبعض الذين اعتقلوا بسيناء اعترفوا بانتمائهم لتنظيم القاعدة أو ميليشيات أجنبية". وأوضح سيف اليزل أن قادة القوات المسلحة دخلوا في خلافات كثيرة مع الرئيس المعزول بسبب حمايته لهؤلاء المتشددين الذين كان يرفض القضاء عليهم أو الدخول معهم في مواجهة عسكرية مكشوفة، لإدراكه بأن النتيجة لن تكون في صالحهم. لذلك لجأ في كثير من الحالات للاستعانة بالشيوخ القبليين وبعض الأشخاص الذين يرتبط معهم بمصالح خاصة، حسب وصفه. من جانبه أوضح الخبير الأمني اللواء أشرف أمين أن مرسي كان يتستر بالمتشددين في سيناء، لأنه كان يخطط للاستعانة بهم عند الحاجة. وأضاف في تصريحات صحفية "الجميع يعرف علاقة الإخوان بالمليشيات المسلحة، فهذا هو ديدنهم وأسلوب عملهم الذي تعرفه الجهات الأمنية، فهم لا يكتفون بممارسة العمل السياسي، بل يلجأون إلى الاستعانة بأفراد يتم تدريبهم عسكرياً على كل أساليب القتال. وهذه استراتيجية معروفة يعمد المتطرفون إلى اتباعها دوماً بحيث تسير جنباً إلى جنب مع ممارستهم للعمل السياسي، إذ يعتمدون عليهم في تصفية خصومهم السياسيين وتحقيق الأهداف التي لا تتيح لهم القوانين والأنظمة تحقيقها". وطالب أمين القوات المسلحة بالمضي في خطة تطهير سيناء من بقايا العنف والتطرف حتى النهاية، ومهما كان الثمن الذي ستدفعه، لأنه لن يستقر لمصر أمر حتى تتم إبادة هذه العناصر الإرهابية. بدوره يقول الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت موسى "القوات المسلحة والجيش الثاني الميداني والقوات الجوية يواصلون عملية تدمير الأنفاق الموجودة على الحدود مع قطاع غزة التي يبلغ عددها 1200 نفق، بعد أن تحولت إلى مجال لتهريب الأسلحة والأفراد والمخدرات وعملية دخول وخروج الإرهابيين والجماعات الإرهابية المتطرفة التي تتمركز في جبل الحلال والمغارة وبعض جبال سيناء".