شنت القوات المسلحة المصرية أمس حملة عسكرية على الحدود مع غزة، وأوكار التنظيمات السلفية الجهادية التي تتخذ من جبل الحلال في سيناء ملاذا لها. وجاءت العملية إثر مقتل ضابط وإصابة 25 آخرين بهجوم في العريش وغداة محاولة اغتيال قائد الجيش الثاني الميداني. إلى ذلك، واصل مؤيدو الرئيس المخلوع محمد مرسي اعتصامهم برابعة العدوية في فعاليات "جمعة الزحف"، فيما احتشد أنصار الثورة بميداني التحرير والاتحادية. ودعت كل من واشنطن وبرلين السلطات المصرية أمس إلى الإفراج عن الرئيس مرسي. وأعلن رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي قرب الانتهاء من تشكيل حكومته، بعد اختيار زياد بهاء الدين نائبا له للشؤون الاقتصادية. بدأت القوات المسلحة أمس عملية عسكرية استهدفت جبل الحلال في سيناء باستخدام الطائرات والمروحيات والجرافات لمحاصرة التنظيمات السلفية الجهادية والإرهابيين والعناصر الإجرامية التي تتخذ منه ملاذاً لها. وجاءت العملية بالتزامن مع هجوم مسلح على كمينين للجيش والشرطة وقسم العريش ومقتل مقدم بالجيش وإصابة 25 آخرين إثر هجوم على مدرعه للجيش، فيما أكد مصدر أمني أن أجهزة الأمن ألقت القبض على ثلاثة فلسطينيين مسلحين خلال محاولتهم مهاجمة أماكن حيوية في سيناء وأنه يجري حاليا مطاردة بعض العناصر الفلسطينية الأخرى. من جهته، يقول الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل، إن "جبل الحلال يتصف بطبيعة جغرافية قاسية، ويوجد به كهوف لا يعلمها إلا من عرفه ويحتاج دخول الجبل إلى دليل ليدلك على الطرق الوعرة للجبل، لهذا أصبحت هذه الكهوف مقارا للهاربين من العدالة ومخازن للأسلحة ومكانا لانطلاق العمليات وبه ميادين للرماية بالذخيرة الحية وأماكن تدريب، وهناك عدة جماعات لمتشددين إسلاميين وعناصر فلسطينية تأتي عبر الأنفاق لتقدم المساعدة والمشورة والتخطيط للعمليات والمشاركة في بعض منها والدليل الفيديو الموجود على النت الصادر من إحدى الجماعات الجهادية الفلسطينية التي توضح قيامهم بنسف أنابيب الغاز في المرة الخامسة عشرة، والمعركة الفاصلة للقضاء على الإرهاب في سيناء ستكون في جبل الحلال وهذه ليس لها سقف زمني محدد، فالعمليات الخاصة بالتطهير والمواجهة قد بدأت وستستمر لفترة مقبلة". ويقول الخبير الأمني اللواء ضياء عبدالهادي، إن "جبل الحلال يعد مجالاً خصباً للإرهاب، وكنا نسمع عن الإمارة الإسلامية في سيناء وتفشي الاعتداءات المنظمة على قوات الشرطة بهدف إخلاء هذه المنطقة من القوات النظامية وتحولوا إلى ضرب نقاط الجيش وتخزين أسلحة في جبل الحلال وهي أسلحة ثقيلة قادمة من ليبيا ودول الجوار، وبالتالي تنامت قدرات هذه التنظيمات". من جانبه، يرى الخبير العسكري وقائد القوات المصرية في حرب الخليج اللواء محمد علي بلال، أن العنف سينتشر بدرجة كبيرة في سيناء، مضيفاً أن "الجماعات الإرهابية في سيناء لديها الكثير من الأسلحة المتطورة الثقيلة والخفيفة، فضلاً عن وجود عناصر من خارج مصر وتحديداً من فلسطين، وهذه الجماعات الإرهابية مدربة ومنظمة ولها فكر معين تستخدمه في سيناء، وبالتالي فإننا ننتظر ارتفاع الأعمال الإرهابية في سيناء، ومن المتوقع أن تستمر مدة طويلة إلى أن يتم اكتشافهم والقضاء عليهم، لأنهم منتشرون في ثلث مساحة مصر وسيتم القضاء عليهم جزءا جزءا، لأنه من المستحيل التخلص منهم مرة واحدة".