حذر عدد من المختصين من أن حالة الانفلات الأمني التي تشهدها سيناء أدت إلى أزمات اقتصادية حادة، من بينها نقص السلع الرئيسة والاستراتيجية، وقال رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء عبدالله قنديل، إن حركة التجارة تراجعت في سيناء بسبب أحداث العنف والأوضاع الأمنية المضطربة التي تشهدها مدن سيناء، وأضاف: "شركات الشحن والنقل بدأت تتراجع في معدلات النقل من المحافظات المصرية إلى سيناء بسبب تعرضها لحوادث سطو وهجوم مسلح على الطرق المؤدية إلى المنطقة، حتى إن أسواق المحافظة أصبحت شبه خاوية من الملابس الجاهزة والأحذية وقطع الغيار، في حين أن المواد الغذائية تتوافر جزئيا ولكن ليس في الأسواق كافة". من جانبه توقع نائب رئيس شعبة المواد الغذائية عمرو عصفور، حدوث أزمة اختناق كبيرة بسيناء في حالة استمرار الأحداث الراهنة، مشيرا إلى أن أنفاق غزة التي يتعقبها الجيش حاليا ويقوم بتدميرها كانت تعد من المصادر الأساسية للتجار. وأكد رئيس نقابة التجار وليد الشيخ وجود عجز في المقررات التموينية لشهر يوليو الماضي بنسبة 60% في شبه الجزيرة بسبب حالة الاضطراب الأمني التي أعاقت حركة نقل السلع التموينية. إلى ذلك أكد الجيش المصري أن الانفجارات التي وقعت فجر أمس في بعض المقرات الأمنية بالعريش شمالي سيناء ناتجة عن عبوات ناسفة وليس من خلال استهدافها بالصواريخ. وقالت لجنة فنية تابعة للقوات المسلحة تضم أخصائيي مفرقعات في بيان رسمي أمس، إن العبوات محلية الصنع، وقد خلَّفت آثارا بسيطة ولم تحدث أي إصابات في الأرواح. مضيفة أن عناصر مسلحة استهدفت مبنى قسم ثاني شرطة العريش، ونقطة لحرس الحدود على ساحل البحر، واستراحة لكبار الزوار، حيث وقعت انفجارات شعر بها سكان مدينة العريش، قيل إنها بسبب إطلاق صواريخ جراد على هذه المقرات، ولكن اللجنة الفنية كشفت أنها بسبب عبوات ناسفة. وأضاف البيان أن طائرات أباتشي قامت بملاحقة العناصر المسلحة، ورصدت تحركاتهم حتى المناطق الواقعة على أطراف مدينة العريش، وأنه تم تحديد أماكن وجودهم، مشيرة إلى أنه تم الدفع بعدد 14 مدرعة جديدة إلى شرق العريش لدعم قوات الأمن في عمليات التمشيط ومهاجمة البؤر الإرهابية، حيث تم توزيع 7 مدرعات حديثة أمام قسم الشرطة بالشيخ زويد والمناطق المحيطة به، وتحركت 7 مدرعات أخرى نحو شرق المدينة.، فيما عززت السلطات المصرية من حالة الاستنفار الأمني في سيناء، وركزت على مناطق جنوب الشيخ زويد ورفح التي كانت هدفا للضربات الجوية خلال اليومين الماضيين، ولجأت قوات الأمن إلى إطلاق الطلقات التحذيرية في سماء المنطقة بين حين وآخر. وكانت بضع جماعات "جهادية" في سيناء قد أعلنت أنها ستشن هجمات ضد إسرائيل. وقالت جماعة متشددة تطلق على نفسها "مجلس شورى المجاهدين" "في رد سريع تمكن أسود المجلس من قصف مدينة أم الرشراش المحتلة "إيلات" بصاروخ من طراز جراد". وبدوره، قال مسؤول عسكري مصري رفض ذكر اسمه إن إسرائيل اعترضت صاروخا قرب سيناء المصرية في وقت مبكر أمس وفجرته في الجو فوق مدينة إيلات الجنوبية"، فيما قالت مصادر إعلامية عبرية إن منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخا واحدا على الأقل، بحسب التقديرات الأولية للجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى إطلاق صافرة الإنذار. وقال الخبير الأمني والعسكري اللواء أحمد عبدالحليم، إن كثيرا من العناصر الإرهابية الموجودة في سيناء ليست مصرية، ودخلت عن طريق الأنفاق مع قطاع غزة، لكن وجودها مرصود من قبل الجيش والعمليات العسكرية الأخيرة في سيناء تلاحقهم جميعا، وتحقق نتائج إيجابية، والجيش يرصد هؤلاء جيدا ويتعامل معهم بكل قوة.