عبدالله علي عفتان الأمن نعمة يدرك معناها ويعرف أهميتها أولو الألباب كما جاء في قوله تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب). ومن مدلول الآية الكريمة إن الله - سبحانه وتعالى - امتدح أولي الألباب الذين يعرفون قيمة النعم التي أسداها الخالق سبحانه وتعالى لعباده وفي مقدمة تلك النعم نعمة الأمن كما في الأثر عن أهمية الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان. وفي بلادنا المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنطلق رسالة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن علينا أبناء هذا البلد مسؤولية الحفاظ على نعمة الأمن الذي نعيشه وأن يشعر كل منا أنه الحارس الأول، وألا تغيب عنا أقوال الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – في مقولته المشهورة (المواطن رجل الأمن الأول).. صدقت والله، فالوطن هو الحضن الدافئ لمواطنيه وعليهم تقع مسؤولية الحفاظ على مكتسباته فلا وطن بدون مواطن ولا مواطن بدون وطن ولا وطن بدون أمن، وبلادنا التي شرفها الله - سبحانه وتعالى - برعاية مقدسات الإسلام والتي تتجه لها أنظار ما يربو على مليار مسلم في كل يوم وليلة، فالمحافظة على أمنها وأمن مرتاديها مسؤوليتنا جميعاً. فلله الحمد الذي أعزنا بالإسلام وبعث في أرضنا خاتم الأنبياء وأنزل عليه أعظم كتاب نزل به الروح الأمين، وبفضل الله ثم بفضل من جمع شملها ووحد كيانها وصان مقدساتها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – وأنزله منازل النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا، ورحم الله أبناءه الملوك الذين تقلدوا الأمانة من بعده وأن يمد بعونه وتوفيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبارك الله في جهوده ففي عهده الميمون تشهد الحرمان حالياً أكبر توسعة في التاريخ تسير جنباً إلى جنب مع رغد العيش وازدهار العلم محاطة بالأمن والاستقرار.