يوافق يوم الأحد الأول من برج الميزان من العام 1391 الهجري الشمسي، السابع من شهر ذي القعدة لعام 1433ه، الثالث والعشرين من شهر سبتمبر لعام 2012 م، ذكرى 82 عاما، على توحيد بلادنا التي ننعم فيها بنعمِ لا تعد ولا تحصى بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهود وجهاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله- وبمواصلة تلك الجهود والعمل المخلص الدؤوب من أبنائه الملوك الأبرار الذي واصلوا العمل بالليل والنهار للحفاظ على هذا الكيان ووحدته وتطوره وإيجاد سبل العيش الكريم والأمن لجميع مواطنيه حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. ففي اليوم التاسع عشر من شهر جمادى الأولي من عام 1351ه ، أعلن الملك عبدالعزير – رحمه الله - توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" بعد 32 سنة من الفتوحات لمدن وأقليم الجزيرة العربية من الخليج العربي شرقا، وحتى البحر الأحمر غرباً، ومن شمال اليمن جنوباً، وحتى جنوب الأردن شمالاً، وأسس بذلك دولة قائمة على الحكم بالشريعة الإسلامية مدعما ذلك بإرساء قواعد الأمن والاستقرار لهذه البلاد الغالية والتي ننعم بها بنعمة هذا الأمن والاستقرار والذي هو أساس كل شيء، حيث كان الآباء والأجداد قبل توحيد المملكة يفتقدون الأمن والاستقرار في شؤون حياتهم، فالأمن نعمة من الله سبحانه وتعالى تجعل الفرد يأمن في داره ويأمن في مسجده ويأمن في الشارع ويأمن في مقر عمله ويأمن في مكان تنزهه ويأمن في طريقه، ويجب أن نحافظ على هذه النعمة وندعمها لأنها في المقام الأول تهم كيان الوطن ككل، وإذا وجد الأمن في والوطن وجد الأمن للفرد والمجتمع. وبالأمن يعم الرخاء ويستقر العيش ويستمر العمل والعطاء، وبذلك يجب أن نحافظ على وحدة هذه البلاد من خلال العمل الجاد والتعاون المخلص بين جميع أفراد المجتمع، ولنتذكر الكلمات الخالدة من خطاب الملك عبدالعزيز"رحمة الله" للمواطنين حيث قال" «يجب أن تحرصوا على العمل، والعمل لا يكون إلا بالتساند والتعاضد وإخلاص النية، والإنسان وحده لا يستطيع أن يعمل، وإذا عمل فيكون عمله ضعيفًا، والضعيف ضعيف على كل حال، ونحن نحتاج إلى القوة في كل شيء، وكلنا أمة واحدة عربية ديننا الإسلام ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والعرب قبلنا عملوا الشيء الكثير والتأريخ أكبر شاهد، والإسلام يحضنا على العمل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ويجب أن يكون العمل خالصًا لله لا رياء فيه ولا نفاق ولا غش». ومن هُنا، فإن العمل مهم لكل فرد في المجتمع، ففية منفعة للفرد والمجتمع، وفيه بناء للوطن عن طريق العمل المخلص والتعاون في الأداء في سبيل خدمة هذا الوطن وذلك كل في مجاله، فالأسرة تعمل على تربية أبنائها على حب الوطن والعمل على الحفاظ على أمنه، ومكتسباته، ووحدته والتفاني من أجله، كما تربي أبناءها على حب العمل الشريف والذي بدوره يعزز وحدة الوطن وخدمته، والجندي في موقعه يخدم وطنه ويدافع عنه، ويحافظ على وحدته، والأستاذ في مدرسته وجامعته ينمي حب الوطن والدفاع عنه والحفاظ عليه، والطالب يحافظ على مكتسبات الوطن وخدمته عن طريق جده واجتهاده في دراسته حتى يخدم وطنه. والموظف في مقر عمله يخدم وطنه بإخلاصه وأمانته وتعاونه مع الآخرين في سبيل تحقيق المصلحة العامة. فعندما يقوم كل فرد بدوره الذي كلفه الله به، كرب أسرة وكفرد أؤتمن على أمانة العمل والأخلاص فيه، بذلك تتحقق مساهمته في الحفاظ على وحدة هذه البلاد الغالية والدفاع عنها وخدمتها. * عميد شؤون أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة تبوك