تظاهر عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أمس أمام مسجد «رابعة العدوية» في حي مدينة نصر وفي ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة وفي محافظات عدة في فعاليات أطلقوا عليها «الصمود» لإعلان رفضهم «الانقلاب العسكري» وللمطالبة ب «عودة الرئيس مرسي» إلى السلطة. وقال «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الداعم لمرسي في بيان إن تظاهرات «الصمود ضد الانقلاب الدموي» تأتي في ذكرى مرور أسبوع على «مجزرة الساجدين»، في إشارة إلى الاشتباكات بين أنصار مرسي وقوات في الجيش راح ضحيتها عشرات القتلى، لافتاً إلى أن هدفها «التأكيد على رفض الانقلاب الدموي وكل ما ترتب عليه». وكان مقرراً أن يخرج متظاهرون مساء أمس في مسيرات من رابعة العدوية إلى مقر الأمن الوطني في مدينة نصر ومقر دار الحرس الجمهوري في شارع صلاح سالم، وصوب قصر الاتحادية الرئاسي، كدأبهم خلال الأيام الماضية. وعادة ما تصاب منطقة شرق القاهرة بشلل مروري تام مع انطلاق مسيرات الإسلاميين، إذ يشرع الجيش في غلق الطرق المؤدية إلى دار الحرس الجمهوري وقصر الاتحادية ومقر الأمن الوطني وأيضاً وزارة الدفاع، فيما تُغلق الحشود شوارع رئيسة وفرعية في مدينة نصر ومصر الجديدة وأيضاً في مناطق عدة في الجيزة، ما يقطع أوصال العاصمة. وكان آلاف المعتصمين في رابعة العدوية نظموا مساء أول من أمس مسيرتين إلى دار الحرس الجمهوري ومقر الأمن الوطني، فيما ألقت مروحيات عسكرية عليهم رسائل قالت فيها القوات المسلحة: «أخي المواطن الكريم أطمئن هذه قواتك المسلحة التي طالما ناديت بها لحمايتك. تخاطب فيك أخلاق الشهر الكريم. فلا تقطع طريقاً فتعطل المريض والمسافر. ولا تدعو إلى العنف أو الغضب فتهدد الآخرين. وأعلم أن قواتك المسلحة تحرص عليك فلن ترضى لك التخويف أو التهديد. ولن ترضاه لغيرك. فأحرص على نفسك». واعتبر «التحالف الوطني لدعم الشرعية» أن عبارة «أحرص على نفسك» تحمل تهديداً من الجيش للمعتصمين. وقال في بيان: «هل دور الجيش المصري حماية الشعب أم تهديده؟ وهل هذا تدبير من الانقلابيين لتحجيم المسيرات والتظاهرات السلمية المؤيدة للشرعية؟ الشعب المصري لا يقبل التهديد من الانقلابيين». من جهة أخرى، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني ان قوات الشرطة تمكنت من ضبط أربعة أشخاص يشتبه في قيامهم ببتر أصبع مواطن شرع في سرقة حقائب في اعتصام رابعة العدوية. وقال المصدر إن قوات الشرطة التي تقوم بتأمين الطريق الدائري لاحظت فجر أمس وقوف إحدى السيارات على جانب الطريق ووجود أربعة أشخاص خارجها وخامس في داخلها موثوق اليدين ومصاب بإصابات جسيمة بوجود بتر في سبابة كف يده اليمنى. وأضاف: «قرر المصاب أن الموقوفين قاموا بالتعدي عليه أثناء وجوده في منطقة ميدان رابعة العدوية وبتر أصبعه وبمواجهتهم أقروا بأنهم أثناء وجودهم في الميدان قاموا بضبطه لشروعه فى سرقة حقائب واحد من المعتصمين في الميدان واصطحبوه خارج الميدان لتركه في منطقة صحراوية». في غضون ذلك، حطّم غاضبون مقراً يتبع جماعة «الإخوان المسلمين» في مدينة فوة في كفر الشيخ في الدلتا. كما اندلعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في شارع رئيس في كفر الشيخ، بعد أن هتف أنصار مرسي ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي في مسيرة نظموها مساء أول من أمس، فرشقهم مجهولون بالحجارة، ما سبب اشتباكات بين الطرفين أوقعت عشرات المصابين. وتكرر المشهد ذاته في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، وأصيب رجل بطلق خرطوش، وجرح آخرون بعد رشقهم بالحجارة. واعتدى معارضو مرسي على مسيرة لأنصاره في بداية الاشتباكات بين الطرفين. وأوقفت أجهزة الأمن 6 من أنصار جماعة «الإخوان المسلمين» واتهمتهم بإثارة الشغب، بعدما اقتادهم معارضو الجماعة إلى قسم الشرطة.