شهدت مساجد منطقة جازان مؤخرا تزايد اعتماد عدد من الأئمة على مجهولي الهوية لإنابتهم في صلاتي التراويح والقيام مقابل أجر يتراوح ما بين 2000 و2500 ريال، فيما استغرب عدد من المواطنين استمرار هذا الواقع، إذ يقول حسن النعمي: إن الدولة تنفق الملايين على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، كما تدفع رواتب تشجيعية لطلاب مدارس تحفيظ القرآن تصل ل700 ريال شهريا للطالب، ورغم ذلك نجد أن ظاهرة "إنابة" الأئمة ما زالت موجودة، وحمل النعمي التقصير لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، معتبرا أن دورها ومحورعملها تعيين أئمة يجيدون القراءة، مشيرا إلى أن كافة فروع الأوقاف بحاجة لخطط تحل بها مثل هذه الظاهرة، وعليها ألا تترك "الحبل على الغارب" لإمام المسجد ليتصرف على مزاجه، على حسب وصفه. وقال عبدالعزيز الريثي: إن الظاهرة منتشرة في مساجد المنطقة ولكن عند مناقشتها لا بد من الإنصاف والعدل، ومن اللازم تحديد معايير للإمامة بغض النظر عن هوية الفرد، مضيفا أن المواطنين لا يبحثون عن الإمام الذي يتميز بفطنة الحفظ والتجويد بل عن صاحب الصوت الشجي، مؤكدا أنه لا يجب اللجوء لمجهولي الهوية في الإمامة، ولا بد من وجود من هو أفضل منهم من أبناء الوطن. من جانبه، قال المدير التنفيذي لمكتب الإشراف على حلقات القرآن الكريم بالشقيري التابع للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بضمد إبراهيم خواجي: أرى أن السبب في تزايد هذه الإشكالية هو عدم التعاون من الأوقاف مع الجمعيات لتوفير أئمة للصلاة في رمضان، مضيفا أن الأوقاف لا تتعاون إلا بشكل محدود، إذ نجد 40 مسجدا بلا إمام، منهم 5 مساجد تمنح مكافآت والبقية دون أجر مالي، مؤكدا أن الحوافز لها دور كبير. وأوضح الخواجي أن بعض المساجد تكون بعيدة عن النطاق فتضطر جماعة المسجد لجلب أي شخص مهما كانت قراءته أو جنسيته أو حتى أخلاقه. من جهته، نفى مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة جازان سعد النماسي، السماح لأي أجنبي بالإمامة وقال "لا نسمح لأي أجنبي بالإمامة ولا بالأذان حسب ما لدينا من تعليمات بهذا الشأن وبلغنا هذه التعليمات وما زلنا نعيد تبليغها من حين إلى آخر لجميع الأئمة والمؤذنين في المنطقة، وإذا ثبت عندنا شيء من التقصير أو المخالفة في تنفيذ الأوامر والتعليمات فلن نتردد في استدعاء المتسبب والتحقيق معه والبت في وضعه بما لدينا من توجيهات. وعن دور الجهات الرقابية الخاصة بفرع الشؤون الإسلامية، أكد النماسي أن الجهات الرقابية لديهم تقوم بدورها كاملا، ولديها تعليمات كاملة وواضحة بعدم التساهل في أية مخالفة. أما بالنسبة لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، فأكد النماسي أن الشؤون الإسلامية تستعين بالكثيرين من الحفاظين، إذ جرى تكليف 61 حافظا هذا العام للإمامة في المساجد التي تؤمها جموع كبيرة من المصلين في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى الأئمة السابقين في مساجدهم الذين لهم جهود كبيرة ومشكورة، على حد تعبيره.