بحثا عن الصوت العذب، يلجأ بعض أئمة مساجد جازان في شهر رمضان من كل عام إلى الاستعانة بقراء وحفاظ من الجنسية اليمنية، معظمهم من مخالفي نظام الإقامة، وذلك لإنابتهم في صلاة التراويح والقيام. "الوطن" رصدت في جولة لها على عدد من مساجد المنطقة هذه الظاهرة التي تباينت المواقف تجاهها. ففي مدينة صبيا، قال إمام أحد المساجد- طلب عدم ذكر اسمه- إنني أستعين بأحد حفاظ كتاب الله من الجنسية اليمنية في شهر رمضان، ليتولى الإمامة في صلاة التراويح مقابل 1500 ريال. وعن سبب استعانة البعض بمخالفي نظام الإقامة، أشار إلى أن الواقع يفرض ذلك، فأهالي الحي يرغبون في أن يؤمهم صاحب صوت شجي في صلاة التراويح، مؤكدا أنه يختار من الحفاظ من عُرف باستقامته وصلاحه والتزامه. محمد الحازمي ممن يصلي صلاة التراويح خلف قارئ مخالف لنظام الإقامة، قال إنه يعارض هذا الأمر، مطالبا أئمة المساجد بالاستغناء عنهم. وقال إن غالبية المواطنين راضون بأداء أئمتهم الأصليين. وعدّ الحازمي حرص بعض الأئمة على الاستعانة بهم بأنه من باب التنافس لاستقطاب أكبر عدد من المصلين. وقال حسن يحيى: في رمضان من كل عام نفاجأ بتقديم إمام مسجدنا لقارئ من الجنسية اليمنية لإمامتنا في صلاة التراويح، مضيفا أن كبر سن إمام مسجدهم هو الدافع لذلك. ويرى راجح عبدالله أن بحث الكثير من المواطنين عن الصوت العذب في صلاة التراويح أمر متاح، مشترطا ألا يكون على حساب مخالفة الأنظمة والتعليمات، لافتا إلى أن بعض الأئمة يعمدون إلى توفير سكن خاص لهؤلاء الحفاظ في غرف المسجد الملحقة لضمان قربه ومواظبته على إمامة الناس في صلاة التراويح وعدم انقطاعه. إلى ذلك، قال أحد الحفاظ المخالفين من الجنسية اليمنية ل"الوطن": اتفق معي إمام أحد المساجد بقرية في محافظة صبيا على إمامة المصلين في صلاتي التراويح والقيام مقابل 2000 ريال، مشيرا إلى أن موافقته تعد فرصة له ولغيره من الحفاظ لمراجعة حفظهم لكتاب الله في الشهر المبارك. أما رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بجازان الدكتور حسين الحربي فأكد أن الجمعية تساهم بتوزيع طلابها الحفظة على جوامع ومساجد المنطقة من خلال 18 فرعا للجمعية في محافظات ومراكز المنطقة بالتنسيق مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية، لإمامة المصلين في صلاتي التراويح والقيام. ونفى الحربي أي علاقة للجمعية باستعانة بعض الأئمة بمخالفي نظام الإقامة، مؤكدا أن ذلك تصرف شخصي من قبل بعض الأئمة. وفي السياق ذاته، قال إمام وخطيب جامع صبيا الكبير عيسى بن محمد شماخي إن هناك فائدة عظيمة في تشجيع حفظة كتاب الله من أبنائنا في شهر رمضان بإتاحة الفرصة لهم في إمامة الناس في صلاة التراويح حيث يراجعون فيها حفظهم لكتاب الله، مشددا على أنه لا ينبغي اللجوء لغيرهم خاصة من المخالفين لنظام الإقامة لما فيه من إخلال بطاعة ولي الأمر. وأكد نائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بصبيا عبدالله بن غالب نمازي أن الجمعية لها جهود منذ سنوات طويلة في دعم حفظة كتاب الله خصوصا في شهر رمضان المبارك، وذلك بالتنسيق مع أئمة عدد من مساجد وجوامع المحافظة ليتولوا أداء صلاة التراويح والقيام، إذ بلغ عددهم في العام الماضي 40 حافظا. وأضاف أن الجمعية رصدت قبل حلول رمضان عددا من المساجد والجوامع المحتاجة، وتم تزويدهم بأبنائنا من حفظة كتاب الله. وأشار النمازي إلى أن الجمعية تدفع لهم مكافآت مقطوعة دعما وتشجيعا لهم. وحث أئمة المساجد على التنسيق مع مكتب الجمعية لسد احتياجهم من الحفاظ. من جانبه، حذر مدير عام فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد محمد بن منصور مدخلي الأئمة من اللجوء لمخالفي نظام الإقامة، مضيفا أن على أئمة المساجد التقيد بالأنظمة والتعليمات المبلغة لهم، موضحا أن فرع الوزارة بجازان أحاط جميع أئمة مساجد المنطقة منذ وقت سابق لحلول رمضان بعدد من التعليمات الواجب مراعاتها كخفض صوت المكبرات، وعدم التوكيل في الإمامة، وعدم السماح بالاعتكاف إلا بعد استيفاء المعلومات الضرورية من المعتكف. وأكد المدخلي أن العقوبات النظامية ستطال أي إمام في حال ثبتت مخالفته للأنظمة والتعليمات.