جولة سنوية اعتادها الكثير من سكان جدة وزوارها، لا يحلو رمضان إلا بزيارة ربما لا تكون خاطفة، بل يتخللها بعض الود وتذكر المكان والأصدقاء، شارع قابل هو نفس المكان الذي تعتاده أقدام الزائرين من سنوات عدة، تختلف الوجوه والزمان، ويبقى المكان ثابتاً. منذ أكثر من 90 عاما والشارع الذي يقع في وسط المدينة ويمتد من الغرب إلى الشرق، يعتبر أهم شارع في جدة القديمة على الإطلاق، وتم بناؤه على يد الشريف حسين بن علي خلال الثلاثينيات من القرن الهجري الرابع عشر، واشتراه آل قابل من ابنه الشريف علي عام 1344ه، وطوال تلك السنين كان هذا الشارع مقصداً للزائرين من كل حدب صوب، حتى تحول إلى مزار تاريخي. العمل في هذا الشارع شهد تطوراً كبيراً بعد أن اشتراه آل قابل، وقاموا بتسقيفه بالمعدن المضلع (التوتوه)، بواسطة شركة ألمانية "كما تشير المصادر التاريخية"، وتشير المصادر ذاتها إلى أن الشارع كان أول مكان يزود بالكهرباء في جدة؛ حيث قام آل قابل باستيراد مولد كهربائي ليذود كل دكان بمروحة ومصباح كهربائي، فتسابق التجار للاستئجار في ذلك الشارع الذي كان تطورا لا عهد لهم به من قبل، واختص ذلك الشارع في الماضي بتجارة الأقمشة فيما تزدهر فيه حالياً تجارة تبديل العملات "الصرافة". يبدأ شارع قابل من النورية شرقا وينتهي إلى باب البنط غربا، وسوق الخاسكية يبدأ من منتصف شارع قابل ويمتد جنوبا ثم لا يلبث أن يتجه شرقا موازيا لشارع قابل من الجهة الجنوبية لينتهي إلى النورية حيث بيت زينل الذي أزيل في افتتاح الشارع الجديد (شارع الذهب) مع ما أزيل من النورية. زوار ذلك الشارع اشتكوا من تجاهل أمانة جدة للرمزية التي يحملها سياحياً وخاصة في الشهر الفضيل؛ حيث تغيب الفعاليات عن ذلك الشارع رغم الكم الكبير من الزوار الذين يقصدون المنطقة، وانتقدوا كذلك الصيانة والنظافة في المنطقة.