في تطورات متسارعة للمشهد المصري، أنذر الجيش بالتدخل خلال 48 ساعة، في حال عدم اتفاق القوى السياسية على حل للأزمة، فيما توعدت حركة "تمرد" بإعلان العصيان المدني في حال عدم تنحي الرئيس محمد مرسي في الخامسة من مساء اليوم، في ظل حرب استقالات لوزراء ومحافظين ونواب. وأعلن الجيش أمس أنه سيضطر للتدخل في الحياة السياسية إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال 48 ساعة. وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان إن "القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة، وإذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسيكون لزاما عليها أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف بما فيها الشباب ودون إقصاء أو استبعاد لأحد". وبدورها أمهلت حركة "تمرد"، الرئيس محمد مرسي حتى الخامسة من مساء اليوم للتنحي مهددة بإعلان حالة العصيان المدني في حال بقائه في السلطة. وأوضحت في بيان "نمهل محمد محمد مرسي عيسى العياط لموعد أقصاه الخامسة من مساء اليوم 2 يوليو أن يغادر السلطة حتى تتمكن مؤسسات الدولة من الاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وإلا فإن الموعد المحدد يعتبر بداية لعصيان مدني شامل من أجل تنفيذ إرادة الشعب المصري". ومن تنزانيا، حث الرئيس الأميركي باراك أوباما حكومة الرئيس محمد مرسي أمس على العمل مع المعارضة وتنفيذ إصلاحات ديموقراطية، مشيرا إلى أن المساعدة الأميركية لمصر تعتمد على مثل تلك المعايير. وأضاف "نشعر جميعا بالقلق تجاه ما يحدث في مصر. وأن اختيار الزعماء في مصر ليس دور الولاياتالمتحدة لكنها تريد التأكد من أن كل الأصوات هناك مسموعة". كما رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) التكهن بما قد يحدث في مصر خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، وقالت إنها ما زالت تدرس بيان الجيش. وأوضح المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل "نحن في عملية دراسة البيان. لسنا متأكدين تماما مما سيحدث بطريقة أو أخرى خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة.. لذلك لن أقدم على أي نوع من التكهن. لكن سأقول إننا داعمون. مثلما قال الرئيس أوباما للانتقال الديموقراطي في مصر وهذه العملية تستلزم تنازلا من جانب كل طرف". وفي مؤشر آخر على تعقيد الأزمة المصرية، قدم عدد من الوزاء والمحافظين والنواب استقالاتهم أمس احتجاجا على حالة الاستقطاب السياسي. فقد قدم 5 وزراء استقالاتهم من حكومة هشام قنديل هم: وزير السياحة هشام زعزوع، والاتصالات عاطف حلمي، وشؤون البيئة خالد فهمي، والشؤون النيابية حاتم بجاتو، ووزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحي، فيما ترددت أنباء غير رسمية عن استقالة 11 وزيرا. كما تقدم محافظ دمياط اللواء طارق خضر باستقالته الرسمية بعدما أعلنها عبر التلفزيون احتجاجا على تطورات الأحداث. وبدورهم استقال 8 نواب من التيار المدني هم مجدي المعصراوي وجميل حليم وسامح فوزي ونادية هنري وفريدي البياضي وكمال سليمان ونبيل عزمي وسوزي ناشد، موضحين أن "هناك العديد من الأسباب للجوء للاستقالة من بينها حالة الاستقطاب السياسي الكبيرة التي يشهدها الشارع المصري وعجز السلطة الحالية عن تقديم حلول فورية. من جهة أخرى، دفعت القوات المسلحة بأعداد كبيرة من الدبابات إلى الحدود مع قطاع غزة، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وقام الجيش بتعزيز قواته على الحدود مع قطاع غزة بحوالي 30 دبابة تمركز معظمها في المنطقة الشرقية والغربية لمدينة رفح المصرية ومحيط المواقع العسكرية التابعة لقوات الجيش، وذلك بعدما أفادت بعض التقارير الإعلامية بأن الجماعات السلفية الجهادية في سيناء، تنوي إعلان "إمارة إسلامية"، في حال تدهور الأوضاع في مصر في أعقاب المظاهرات التي تشهدها المدن المصرية المطالبة بتنحي الرئيس مرسي.