"أربعاء" انقضى، و"خميس" ينتظر، وتنتهي علاقة السعوديين مع إجازتهم الأسبوعية التي اعتادوا عليها طيلة العقود الأربعة الماضية، إذ إن هذين اليومين سيكونان "يومي عمل" بدءا من الأسبوع المقبل، مع تغيير موعد الإجازة الأسبوعية. هذه الحالة التي استقبلها مواطنو المملكة، لم تغب عنها الطرافة، كما سجل الشعر حضورا بارزا فيها، من خلال أبيات نعى فيها كاتبوها عبر "تويتر" ما كان يسمى في أوساطهم "ربوعنا فلة" و"خميسنا وناسة". الشعراء ودعوا الأربعاء كتوديع من يعشقون، وآخرون باتوا ينظرون للسبت بشكل آخر، بعد أن كان يوماً شاقا لكونه أول أيام الأسبوع، والخميس أيضا لم يغب عن الشعر، فهناك من قام بمواساته بعد أن أصبح آخر أيام العمل الأسبوعي. أحدهم قال في نعيه ليوم الأربعاء: "من بعد ما كنت يوماً تحضن أشواقي.. ويجمّع قلوب عشاق النقا ليلك.. خذوك وأنا دموعي تسكن أحداقي.. وبقالي الذكريات اللي بتفاصيلك"، أما الآخر فاتجه بشعره نحو تعزيز موقع يوم الخميس في قلوب محبيه لدرجة التضحية، وترجم ذلك؛ بالقول: "أرقى سنود ولا يهمونك الناس.. تبقى الخميس اللي معك كم سهرنا.. وأن زودوها معك يا عذب الأنفاس.. بنغيب لعيونك لو إنا انفصلنا". لم يكن الشعر وحيدا في الارتدادات الاجتماعية لقرار تغيير الإجازة، بل حضرت الطرفة بقوة، حتى طالت مدنا تنطلق في مسمياتها من أيام الأسبوع، وسط تساؤلات عما إذا كان التنظيم سيطالها من عدمه. المناسبات الاجتماعية كذلك، لم تغب عن أفكار السعوديين، والذين كانوا يخصصون الأربعاء ل"الجلسات العائلية" والخميس للخروج إلى مواقع المتنزهات صباحا، بل إن بعض العوائل لديها تقليد للاجتماع في يوم معين وإن كان وسط الأسبوع، كل ذلك أدخله المتلقون في دائرة التقديم والتأخير ضمن معالجة أوضاع الإجازة الجديدة.