شكلت الشؤون الصحية بمنطقة عسير لجنة للتحقيق في شكوى المواطن محمد زهير الشهري، بشأن وفاة طفلته الوليدة، وتدهور الحالة الصحية لوالدتها، وذلك نتيجة التسرع في إخراجها من مستشفى المجاردة العام، فضلا عن التشخيص الخاطئ والرعاية المتدنية وفق ما ذكر في شكواه. وقال الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، إن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير بالنيابة الدكتور عبدالله الجاسر، قد وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في الشكوى، كما وجه بالتحفظ على ملف المريضة وملف ابنتها المتوفاه "راوية"، وكذلك حظر سفر كل من تعامل مع الحالة، وإعداد تقرير مفصل عنها. وأضاف النقير أنه إذا ثبت للجنة أي قصور أو إهمال، فستتم إحالة القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية، أو لجنة المخالفات الطبية حسب نوع الخطأ إن وجد. ويقول محمد الشهري: بدأت القصة بعد وصول زوجتي لمستشفى المجاردة في حالة ولادة، رغم أن موعد ولادتها بحسب طبيب عيادة النساء والولادة سيكون بعد قرابة شهر. وتابع أخبرني طبيب الولادة قائلا: لا بد من توليد زوجتك الآن، ولكن الجنين في وضع الجلوس، فلابد من إجراء ولادة قيصرية فالوضع لا يحتمل التأخير وتم إجراء العملية، وكان ذلك يوم الاثنين 17 رجب الماضي، وبعدها أخرجوا طفلتي إلى الحاضنة، وعند سؤال الطبيب أفادني بأن وزنها قليل 1.2 كجم وأنها بخير وأفادوني بأن والدتها بخير وتم وضعها في التنويم، وعندما حضرت في وقت الزيارة أفادوني بأن صحة الطفلة "راوية" جيدة وأنهم يسعون لزيادة وزنها بإرضاعها من خلال الأنبوب، وفي زيارة يوم الأربعاء وجدت الطبيب في الحضانة وطفلتي قد وضعت تحت جهاز الأشعة المستخدم لحالات الصفار، وأنها تعاني من صفار عادي يزول خلال أيام، وبعد ذلك أخبرني بأن ابنتي ستنقل من المستشفى مع مجموعة من المرضى، وذلك من أجل إخلاء المستشفى بسبب انقطاع التيار الكهربائي. أما زوجتي فأفادوني بأنها بصحة جيدة وأنه سُيطلب منها مغادرة المستشفى إلى البيت رغم أنها كانت تتحامل على نفسها أثناء استعدادها للخروج، فليس لدينا خيار آخر ولابد من الخروج، حيث سينقطع التيار قريبا فخرجت وهي تتألم بعد 48 ساعة من إجراء العملية. وفي السادسة صباحا من اليوم التالي اتصل بي المستشفى وطالبني بالحضور؛ لأنه سيتم نقل "راوية" خلال ساعة من المستشفى، وستنقل إلى مستشفى أبها الخاص على نفقة الوزارة، وعند وصولنا للمستشفى أخبروني بأنه لا يوجد خطاب رسمي لعلاج ابنتي في مستشفى أبها الخاص، وإنهم استقبلوا الحالة بموجب اتصال هاتفي وأنه يتوجب علي إحضار الخطاب الخاص بأمر العلاج . وفي يوم الجمعة أخبروني بأن راويه تحتاج لنقل دم وصفائح دموية، ويجب أن أحضر معي شخصا آخر له نفس فصيلة الدم. وأفادني الطبيب بأن راوية تعاني من تكسر في الصفائح الدموية ومصابة بصفراء حادة وتسمم في الدم، ولا بد من إسعافها بالدم والصفائح الدموية، وسيتم وضع جهاز التنفس الصناعي لها، وستعطى مجموعة من المضادات الحيوية والمحاليل المغذية، وستوقف عنها الرضاعة وسننتظر نتائج التحاليل؛ لأنه يبدو أنها مصابة بميكروب في الدم. وفي 25 رجب أفادني الطبيب أن ابنتي ما زالت على حالها ولا تستجيب للأدوية وأنهم قاموا بإسعافها مرة أخرى بالصفائح الدموية والدم وفي الجمعة 27 رجب أبلغوني أن راوية توقفت كليتاها عن العمل والمستشفى يحاول التواصل مع مستشفى عسير المركزي لتحويلها وإجراء غسيل كلوي لها، بعدها بساعات أخبروني بوفاتها. وختم الشهري حديثه ل"الوطن" بقوله فصيلة دم ابنتي A+ بينما فصيلة دم والدتها O+ وذلك يشير إلى الصفراء المرضية وليس الفسيولوجية، وتحاليل مختبرات مستشفى أبها الخاص تفيد بتسمم دم ابنتي وتكسر في صفائحها الدموية ومستشفى المجاردة لا يعلم ولم يخبرني. وقال الشهري أطالب مديرية الشؤون الصحية في عسير أو الوزارة بالتكفل باستكمال علاج زوجتي التي لا تستطيع تحريك يدها بشكل طبيعي بعد العملية بمستشفى يتناسب مع حالتها الصحية الصعبة، ومحاسبة أي شخص تسبب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في وفاة طفلتي "راوية".