"الدرعمة" هي صفة كثر تداولها مؤخراً، تطلق على من يتسرعون في الحكم على ما حولهم من أخبار أو تقارير أو هاشتاقات تويترية أو صور أو شائعات أو حتى احتياز "طنجرة"، يمارسونها سواء بقصد خدمة مصالح شخصية، أو لأنهم لم يمنحوا أنفسهم الوقت الكافي للتأكد والتوثق، بل يسارعون في الحكم والتعليق والسخرية والتهكم والنقد دون هوادة حتى تظهر الحقيقة التي تكشف درعمتهم فينسحبون من الموقف وكأن شيئا لم يحدث. وهذا ما حدث مؤخراً ب"درعمة" سأخبركم لماذا أثارت ضحكي وألمي وشفقتي بنفس الوقت, ما أثار ضحكي هو "درعمة" القضاء الأميركي برفضه الإفراج عن السعودي "حسين آل خواهر" الذي اعتقل مساء السبت الماضي 11 /5 /2013 بتهمة حمله ل"طنجرة" ينوي استخدامها في التفجير رغم تبريره لسلطات الأمن بمطار "ديترويت" بأن هذه "الطنجرة" قدم بها من السعودية بناء على طلب ابن شقيقه الذي يرغب في استخدامها لطبخ "الكبسة السعودية"، إلا أن تبريره تم تجاهله أمام قوة درعمتهم. وما أثار ألمي هو تعاضدي مع ابن وطني الذي يتم حبسه على ذمة التحقيق لمدة تقارب ال20 يوماً وقد تطول لا لشيء إلا لأنه ذهب ضحية درعمة من العيار الثقيل. أما الذي أثار حزني فهو سلبية الإعلام العربي أمام مسارعة الإعلام الأميركي والعالمي لمتابعة تفاصيل قضية المتهم السعودي متجاهلين عن عمد متابعة تفاصيل قبض السلطات الأميركية على الإرهابي الأميركي "بوفورد روجرز" الذي تم القبض عليه في الثالث من مايو الحالي "أي في وقت مقارب جدا لقضية السعودي" وبحوزته العديد من العبوات الناسفة والبنادق. اهتمام الإعلام الأميركي بمتابعة قضية المتهم السعودي وتجاهل قضية الإرهابي الأميركي يجعلان إعلامنا العربي أمام مسؤولية التعامل بضد مع هذه السياسات التي يتبعها إعلامهم ونجبرهم على كف المناورات التضليلية التي يمارسونها من خلال الاهتمام بقضايا دون غيرها. وذلك بخلق قناة إخبارية عربية عالمية تتحدث باللغة الإنجليزية تثبت جدارتها على ساحة الإعلام المحايد وتقف بالمرصاد لمخططات الإعلام الذي يخدم مصالح مموليه فقط.