حذر مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الرقاة الذين حولوا الرقية إلى تجارة واستغلال لحاجات الناس لمصالحهم الشخصية، مشددا على الرقاة تجنب الخلوة بالمرأة، والمبالغة في طلب الأجرة، محذرا في الوقت نفسه الرقاة بالابتعاد عن الكذب والأباطيل. وأوصى المفتي بضرورة اجتناب الأعشاب التي يصرفها الرقاة إلا بعد استشارة الطبيب المختص، لأن هناك بعضا ممن يصفون مثل هذه الأدوية يظن أنها دواء وهي داء، وقال: "ربما طب جلب داء"، مضيفاً أنه على الرقاة رقية مرضاهم بكتاب الله والمأثور بما جاء في سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال: "أحذرهم من الكذب والافتراء على الله وعلى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم". واتفق مفتي المملكة خلال تعقيبه مع محاضري الندوة التي أقيمت بجامع الإمام تركي بعنوان "خطورة الانحراف الفكري وسوء أثره"، مع كل من الدكتور عبدالعزيز السعيد والدكتور عزام الشويعر، مساء أول من أمس، لافتاً إلى أن الجهاد في سبيل الله فرض عين إذا أمر به الإمام أو حين ينزل العدو البلد، مبيناً في الوقت عينه أن الجهاد في سبيل الله، يكون فرض عين في إحدى الحالتين إما بنزول العدو في بلد، أو إذا أمر الإمام بذلك، أما غير ذلك فهو جهاد تطوعي ويسمى ب"فرض كفاية". ودعا المفتي إلى حماية الشباب من الانحراف الفكري وتحصينهم وتبصيرهم وتحذيرهم من الشر بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، لافتاً إلى وجوب تكاتف وسائل الإعلام فيما تبثه، وخطباء المساجد بتوعية الشباب، والمعلمين والمعلمات في تعليم طلابهم. وفي ظرف منفصل، أكد المفتي خلال خطبة الجمعة أمس، أن ما يقوم به رجال الأمن والجمارك وسلاح الحدود تجاه هذا الواجب العظيم في مكافحة المخدرات بالأسلوب الجيد، وأنهم أثبتوا أمراً عجيباً في مكافحتهم، مضيفاً: "فلهم منا كل الشكر والتقدير، سائلاً الله لهم الإعانة والتوفيق والتأييد في مساعيهم الحميدة". وأضاف رئيس هيئة كبار العلماء خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في جامعة الأمام تركي بن عبدالله بالرياض، والتي خصص الحديث في خطورة المخدرات ودور رجال الأمن في محاربتها وأسباب الوقوع بها، أن على المجتمع المشاركة في محاربة المخدرات، وقال: "إن على كل فرد يعلم عن من يروجها ويصدرها ويبيعها عليه أن يبلغ بها المسؤولين لأنها بلاء عظيم، ولابد من المجتمع جميعاً محاربتها ومكافحتها والتحذير منها والنهي عنها" وأنها سلاح فتاك يقضي على الأخلاق والفضائل وكل خير وأن تبعد كل البعد عنها وعن أسبابها. وأضاف آل الشيخ أن من نعم الله على الإنسان أنه أنعم عليه بهذا العقل، والذي يعتبر ميزان الشخص وزينة المرء، به عبد ربه وأدرك أسرار الكون وتعلم ما ينفعه ويفيده، ويميز به بين الخير والشر، والصالح والطالح، والنافع والضار، وأن الله أوجب المحافظة على هذا العقل وصيانته، وجعله إحدى الضروريات الخمس من بين الدين والنفس والمال والنسب، فحرم تعاطي كل داء مسموم وضار كالحشيش والهيروين واليكيون والكوكائين وغيرها مما تقتل العقل وتعدم الفكر وتجر الإنسان للمصائب. وبين رئيس هيئة كبار العلماء أن من أسباب تعاطي هذه المخدرات ضعف الوازع الإيماني فمن كان إيمانه صحيحا أبعد عن هذه المخدرات وراء أنها ضرر وفاسد، وأن أساب الوقوع بها تشمل مجالسة أهل السوء والفساد الذين ساءت أخلاقهم وقل دينهم وحياؤهم، مبينناً أن المخدرات في هذا العصر اختلفت عن قبل وأشد منها فركبت تركيباً كيماوياً فتجعل متعاطيها يقدم على كل جريمة مهما عظمت فلا يبالي وألا يخجل، فما نسمع أن شخصاً قتل ابنه أو زوجته فإنما هذه نتيجة هذه المخدرات التي مزقت عقله وحولته من إنسان سليم إلى حيوان شرس.