شدد عدد من أعضاء هيئة كبار والعلماء وأئمة المساجد على أهمية حديث صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حول خطر المخدرات على المجتمع، مؤكدين أنه أشد فتكا من الإرهاب لتدمير المجتمعات، وأنه أساس البلاء من جرائم لا أخلاقية وهتك للأعراض، وأكدوا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتوعية المجتمع بخطورته والتطبيق العملي لحديث الأمير نايف، مشيرين إلى أن العلماء وخطباء المساجد لايألون جهدا في محاربة هذه الآفة الخطيرة، وطالبوا في أحاديثهم ل«عكاظ» باقي الجهات بالتعاضد مع الجهات الأمنية لحماية المجتمع من هذا الشر المستطير: بداية، يؤكد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن حديث الأمير نايف جاء من رجل بصير بأحوال المجتمع وحريص على أمنه وأمانه، مشيرا إلى أن الله كرم الإنسان بنعمة العقل، التي لا تعدلها بعد نعمة الإسلام أية نعمة، وقال آل الشيخ «لقد أمر الإسلام بالمحافظة على العقل، وصيانته، ووقايته، وتكريمه، وحذر من كل ما يضر بالعقل، أو يحجبه، أو يسكره من الخمر والحشيشة، والهروين، أو الكوكايين، والأفيون، وغير ذلك من أنواع المخدرات، والمسكرات؛ لأنها تدخل على العقل فتفسده، وعلى الفكر فتعطله». واعتبر المفتي أن أضرار المخدرات تمتد لأمن المجتمع، واقتصاده، وصحته، وعلى كيان المجتمع كله. وأثنى المفتي على موقف الحكومة في إقامتها أماكن لمحاربة المخدرات والقضاء عليها، وأجهزة قائمة بهذا الواجب، تتعامل مع أولئك بكل ممكن، رغم حيلهم والقوة والنشاط، معتبرا ما يقومون به جهادا في سبيل الله، وحماية للمجتمع من أن ينزلق في هاوية المخدرات، مطالبا بتكاتف المجتمع مع الأجهزة الأمنية لمحاصرة هؤلاء المفسدين. فهؤلاء المفسدون، من المروجين وباعتها ومسوقيها، يجب أن يوقفوا عند حدهم، وأن تنزل بهم العقوبة الرادعة لهم، ولأمثالهم من المجرمين؛ لأن شريعة الإسلام جاءت بتحقيق المصالح وتكثيرها، وتقليل المفاسد وقطع دابرها. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبد الرحمن السديس أن المسكرات والمخدرات داء المجتمعات، وسرطان الأمم، وهي تقضي على الفرد في أعز ما يملك وهو عقله، وبالتالي تقضي على دينه وصحته وسلوكه، معتبرا أن ما قاله الأمير نايف عين الصواب والعقل. وقال «المخدرات تقضي على المجتمعات بالإخلال بأمنها، وجلب الفساد والفوضى إليها، وتدهور اقتصادها، وإعاقة تنميتها، وتفكك أسرها، وتفاقم الجرائم فيها، وانتشار العنف والإرهاب بين أبنائها». واعتبر السديس أن المخدرات سبب لأمراض القلب، وتصلب الشرايين، واعتلال الجهاز الهضمي، والتنفسي والتناسلي، وإتلاف خلايا المخ، وتدمير المراكز العصبية لدى الإنسان، فيصبح شخصا معتلا شبحا مخيفا، مرتبك التفكير، قلقا غير متوازن، وتقل قواه العقلية، فيهذي بما لا يدري، ويهرف بما لا يعرف، ويصاب بالهلوسة والهستيريا، فتسوء علاقته مع أسرته ومجتمعه. ودعا السديس الأئمة والخطباء بضرورة الالتفاتة إلى هذه الآفة والتكاتف مع أجهزة الأمن لمحاربة هذه الآفة. محاربة المعضلة وأثنى أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن غانم السدلان على حديث الأمير نايف كونه جاء في وقت حساس لمحاربة هذه المعضلة التي يعاني المجتمع منها وقال «إن الحديث عن موضوع المخدرات من أهم الموضوعات التي عنيت بها الشريعة الإسلامية، وجاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة ما ينص على أهمية هذا الموضوع وعظم شأنه، وأنه موضوع جدير بالاهتمام والعناية من الجميع، فالإنسان أمانة عند نفسه، بدنه كله أمانة عنده، أعضاؤه أمانة، وسمعه وبصره أمانة، عقله أمانة، وجميع أجزاء بدنه أمانة، ولهذا لو قتل نفسه لكان وقودا للنار ولو أضر بعقله بأي شيء فإنه مرتكب أمرا عظيما يعذب عليه أشد العذاب يوم القيامة». ودعا السدلان للتنبه لأبنائنا في المجتمع من بنين وبنات وأن نتنبه لمن يقترب من مجتمعات الرذيلة والأمكنة البعيدة عن أعين الأهل. ورأى مدير فرع الدعوة والإرشاد في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور مسعود المحمدي أن الدعاة يقومون بدورهم في توعية المجتمع، مؤكدا أن المكافحة ليست مهمة الدعاة وحدهم، بل هي مهمة المجتمع بأكلمه لخطورة المخدرات وعظم شرها. وأثنى على حديث الأمير نايف كونه جاء من رجل الأمن الأول العارف بأحوال البلد والحريص على أمنه واستقراره، معتبرا هذا الكلام إشارة لضرورة التحرك بشكل أكبر. وأبدى مدير تقييم الأئمة والخطباء في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض الدكتور عزام الشويعر عدم علمه إطلاقا بوجود تعميم يطالب بحديث الأئمة والخطباء عن خطورة المخدرات، موضحا أن الأئمة والخطباء يتحدثون عن المخدرات وخطورتها على المجتمع بشكل دائم، مشيرا إلى أن حديث الأمير نايف يجب أن يفعل بشكل عملي على أرض الواقع، حماية لأمن المجتمع من شر وخطر المخدرات.