اطلعت على ما كتبه الأخ صالح بن حمود القاران تحت عنوان (المخدرات هذه الآفة الفتاكة) في الجزيرة الخميس 18صفر 1433ه، وأقول: لقد أحسن في التحذير من حرب دقت طبولها، حرب على الفضيلة، حرب على الطهر بل العقيدة، ولقد خطبت يوم الجمعة الماضية 19 صفر في جامع زينب بنت جحش بمدينة بريدة عن المخدرات، فقلت فيما قلت: حديثي عن معركة هي من أهم المعارك، وجهاد من أفضل الجهاد، وحرب ضد الجميع بلا استثناء إلا أعداءنا فيها. إن مكافحة المخدرات معركة كبرى، ومنازلة عظمى، إنها الحرب على المفسدين، إنها الحرب على المخدرات. شكراً أيها العسكريون المجاهدون، شكراً ثم شكراً؛ فأنتم في عمل جليل وعبادة عظيمة، ودفاع عن الوطن، وجهاد ضد المتآمرين عليه. ثم قلت: وحقيقة أنا لست من المتخصصين في هذا العمل، ولا أعرف الكثير عن المخدرات، ولكن أعرف أن المخدرات تُذهب الدنيا والدين، وتُفسد العقول، وتأتي على المال، وتقتل الغيرة، وتنزع الرحمة من قلوب متعاطيها، وتقضي على الحياء، وتقلق النفس، وتعكِّر المزاج والخمر، قالوا عنها قديماً: إنها تزيل العقل، وتسبب الصداع، وكثرة التبوُّل، وكثرة القيء، وهي مقارنة بالمخدرات أخف وأهون بكثير، فإذا كان هذا فعل الخمر فكيف بالمخدرات؟!! إن المخدرات مؤامرة كبرى ضد البشرية! وضد الحياة السوية! وضد الإنسانية جمعاء!! ضد البناء والإصلاح والاستقرار، وضد السلام والإسلام، وهي لا تجتمع مع السعادة أبداً أبداً، وقُلْ ما شئت في مخاطرها وأخطارها!! ثم قلت: اتق الله يا مَنْ تتعاطى شيئاً من المخدرات، واتق الله يا مَنْ تسعى في ترويجها، ثم اتقوا الله يا مَنْ تتسترون على متعاطيها أو المروجين لها، واعلموا أنكم في الإثم سواء، حتى وإن لم تشاركوهم فيها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في الخمر: «لعن الله شاربها وساقيها، وحاملها والمحمولة إليه»؛ فهم في الإثم سواء. وإني من منبر الجزيرة أناشد كل مسلمٍ غيور، ومواطن صادق، وعاقل حكم عقله، أن يبلِّغ عن متعاطي المخدرات أو المروجين لها أي قسم أو وحدة لمكافحة المخدرات، أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو الشرطة أو المباحث، ولا تأخذكم بهم رأفة في دين الله. إن أصحاب المخدرات المتعاطين والمروجين أعضاء فاسدون، ومعاول هدم، ومرضى فطرة، وجرثومة ضارة، وشجرة خبيثة، يجب التحرز منها، والسعي في علاجها، وبذل الوسع في ذلك، فإن ضاقت الحيل فما لنا إلا اجتثاثها {وَمَثلُ كَلَِةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} إبراهيم 26. نعم، إن الإبلاغ عنهم هو المواطنة الحقة والإصلاح، وهو البناء، وهو الحياة {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة 179. وقطع ما لا تنفع مداوته هو العلاج الأمثل. وأخيراً، شكراً لكل رجل أمن يعمل في هذا السلك، شكراً لرجال مكافحة المخدرات في جميع محافظات ومناطق بلادنا الغالية, والله أسأل أن ينصرهم، وأن يمدهم بعونه؛ لأنهم حماة الوطن، وحراس الفضيلة، وهم المجاهدون حقاً {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت 69. فامضوا أيها العسكريون يا رجال مكافحة المخدرات لما أمركم ربكم، ولن يتركم أعمالكم، والشكر موصول لقائدكم وأميركم المبجل في هذا الجهاد العظيم، الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أسأل الله أن يجعل له من أمره رشداً، وأن يأخذ بناصيته للبر والتقوى، وأن يفعل هذا بسائر العلماء والأمراء في وطننا الكبير. حفظ الله وطننا من كل مجرم لا يؤمن بيوم الحساب. وإلى اللقاء. - فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري / المدير العام المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم