قال امام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة 14 يناير 2011 : إننا محاربون في عقيدتنا التي هي سعادتنا في الدنيا والاخرة ومحاربون في شبابنا الذين هم قوام مجتمعنا فصار يتكلم في العقيدة من لا صلة له بالعلم ويفتي من لا علم له بالفقه ويتكلم في مسائل الدين من لا تخصص له في علوم الشريعة ويطعن في العلماء الراسخين الذين تدور عليهم الفتوى فيصاب الاسلام بسهام الجهل مع ما يصاب به من سهام الكفر والنفاق كما اننا محاربون في شبابنا باستهدافهم بالمخدرات التي تمسخ العقول وتدمر الاخلاق وتفسد الحياة وتقطع اواصر القربى وصلات المجتع ووشائجه وتهدم الاسلام في النفوس وتميت غريزة حب الوطن ومحاربون في شبابنا بالفكر التكفيري الضال وباراء الخوارج الذين ذمهم الكتاب والسنة . وأشار الشيخ الحذيفى الى هذا الفكر الضال قد اختطف شبابا من الذكور والاناث من بين احضان ابويهم وزج بهم في متاهات وحيرة واوقعهم في عظائم من الامور التي يأباها الاسلام ولعياذب بالله من عقوق الوالدين واستباحة الدماء والاموال وعصيان ولي الامر وقطيعة الارحام ومخالفة العلماء وترك جماعة المسلمين . وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشباب من هذه الفتن الضالة وان يعملوا عقولهم في هذه الفتنة وان يفكروا جيدا فان التبس عليهم الامر فليسألوا اهل الفتوى وهيئة كبار العلماء وآئمة الحرمين وان يستنصحوا والديهم وقراباتهم وان لا يغتروا بمن يوجهونهم الى دمارهم فهم يحققون اهدافا ومصالح لاعداء الاسلام شعروا او لم يشعروا وان يفحصوا تاريخ من يوجههم لتظهر لهم الحقائق والفرصة مهيئة لرجوعهم الى الصواب وتسليم انفسهم الى ولاة امرهم الذين يرعون مصالح الامة ومهيئة لاجتماعهم بذويهم ولهم تجربة ماثلة فيمن هداهم الله فرجعوا الى الحق وجمع الله شملهم بذويهم واندمجوا مع مجتمعهم المسلم ورعى مصالحهم ولاة الامر ومن لم يرجع الى الحق والصواب فمثله كمثل النعجة التي تطرد الذئب وصاحبها يطاردها لينقذها منه وهي تعدو وراءه فان ادركها صاحبها نجت وإلا افترسها الذئب ، مبديا فضيلته في هذا السياق تعجبه ممن يرى طاعة مشبوه ومفتون بالبدعة ولا يرى طاعة والديه وولي امره واقربائه والتذكر والانابة جعلها الله من صفات اولي الالباب . واختتم الشيخ الحذيفي خطبته بالقول: إن الغفلة والإصرار على الباطل من صفات المعرضين والله تبارك وتعالى بين الحجة وبين للناس الطريق فما على المسلم إلا ان يسلك طريق السلف رضي الله تبارك وتعالى عنهم ومن افتى المسلم بان هذا جهاد فقد غرر به وان هذا جهاد في سبيل الشيطان وليس بجهاد في سبيل الرحمن ومن قتل نفسه يظن انه سيدخل الجنة فانه قاتل نفسه ظلما وعدوانا ومن قتل نفسه بحديدة فهو يقتل بها نفسه وانه في نار جهنم ومن قتل نفسه بالسم فانه يتحساه في نار جهنم . من جهته أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أنه في هذا الزَّمان عمَّت أَمْرَاضٌ جَمًّا مِن الأقطار وفيها تَوَغَّلت، وأمَّتها العِلل وتَغَلْغَلَت، مِن صَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ مُفْضٍ إلى حَيْن، وقد أشْرَقتِ الآيات القرآنية بِأعْظم بُرْهَان، والنّصوص الحديثيّة بأروع بيان، والشاهِدُ مِن الواقِع والعَيَان، أنَّهما البَلْسَم والشِّفاء لكل دَاءٍ عَيَاء، قال سبحانه:?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ، وقال في مَعْرض تقرير الرُّقى والحثِّ عليها:"اعرضوا عليَّ رُقَاكم لا بَأسَ بِالرّقى ما لم تكن شركا" أخرجه الإمام مسلم، وكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات، ولم تُجْدِ في عِلَّتِه فَخَامَة المِصَحَّات، ولا البَرَعَة مِن النِّطاسِيِّين والأطِبَّاء، واستطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء، وذاك مِصداق قوله :"عليكم بالشِّفاءيَن: القرآن والعسل" أخرجه ابن ماجه والحاكم والبيهقي بإسنادٍ صحيح، قال الإمام السّيوطي :"جمع بين الطبِّ الإلهي والطبِّ البَشَري"، ويَقُول العلاّمَة ابن القيم :"فالقرآن هو الشِّفاء التَّام، من جميع الأدْوَاء القلبِيّة والبَدَنِيّة، إذا أحْسَن العليل التّداوي به، وكيْف تُقاوم الأدْوَاء كلام ربِّ الأرض والسَّمَاء، الذي لو نزل على الجبال لَصَدَعَها، أو على الأرض لَقطعها"، الله أكبر يَالَهُ مِنْ قولٍ كالإبْرِيز، مِن نحْرِير أرْبى على التَّبريز. وقال الدكتور السديس :إخوة الإيمان وفي إغفال كثير من شرائح المجتمع آثار الرُّقية الشرعِيّة، والجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى المَرْضَى، يَنْجَفِلُ كثِير منهم إذا بطَّأَ بِهم الشّفاء، وفدَّحتهم الآلام والسِّقام والرَّهَق، وغَدَوا مِنَ العَجْزِ والضَّرَاعَةِ في وَهَق –عَافاهم الله- انْجفلوا بِقصْدٍ أو بِغَيْرِه إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسحر والدجل والمُخَالفات، وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة. وهنا –ياعِبَاد الله- مقام عَجْم الحروف، ولابُدَّ مِن كَشْف أحوال الرُّقَاةِ الزُّيوف، ومَنْع مَن يتطرَّق إلى الرُّقيَة وهو عَارٍ من رِدَائها، وكَفِّ مَن يتقحّم عِلاج النُّفوس وهو عَطِلٌ عن معرفة أدْوائها، فضلاً عن دَائها، وأن تُصَان أوْصَابُ العِبَاد عن غَيْر رَاقِيها الصادق البَصِير، وتُحمَى حَوزة الاسترقاء عن الجهلة أهل التَّكدِير، كيف وإنَّك لَرَاءٍ خَلْفَ الأكمَاتِ عَجَبَا!! فَهَذَا رَاقٍ يُقَرْمِط بِكتابة غامضة ويُتَمْتِمْ، وآخر يُهَرْطِق بِمُبْهم الكلام ويُدَمم، وآخر يَقْطع بأنَّ الدَّاء عَيْن، والعَائِنُ من ذوي القُرْبى، ومَا دَرى أَنَّه أَتَى الحمق وقطع الأرحام وأرْبَى. وتابع يقول :آخر لا يَنْفكُّ عن ضرْبٍ مُبَرِّح يهدِم الجلاميد، فكيف بالجسم المُعَنَّى العميد، ويَزْعُم في بُهَتَان، أنَّ العَذَاب الأليم للمَارِدِ لا للإنْسَان. والمريض الضَّارِع، يدَافع سَوَادَ فعلة الرّاقي بصَمْتٍ لاهِبٍ كالحميم، وبعضهم يَتجَلُّدُ بالأنين الدّامِع الكظيم، وسِواهم إن أعْيَتْه الحِيل، لَبَّب العليل مِنَ المَخَانِق، فعل عدوٍّ حانق، وآخر صَعق بالكهرباء حَدَّ الإغماء أو الإفْنَاء، رَبَّاه ربَّاه، أيُّ جهل مُرَكَّبٍ أُوتوه، رُحْمَاك ربَّاه رُحْمَاك .