في ظل تعدد قضايا العنف وجرائم الاختطاف والتحرش الجنسي اضطرت الكثيرات من السيدات إلى ارتداء عباءة من نوع آخر، إضافة إلى عباءتهن كوسيلة دفاعية تحميهن من التعرض لمثل هذه المواقف، فارتدين عباءة العنف المتمثلة في رياضات الكاراتيه، والتايكوندو، والكونغ فو، والجودو، والكيك بوكسينغ، والتي قد يصفها البعض بأنها رياضات بعيدة كل البعد عن الجانب الأنثوي، إلا أنهن رأين أن الحاجة هي التي دفعتهن لتعلم مثل هذه الرياضات. وقد التقت «الحياة» بمجموعة من السيدات اللائي تنوعت وسائل تعلم رياضات الدفاع عن النفس لديهن بتنوع القدرات المادية ومدى توافر الأندية التي تحتوي على هذا النوع من الرياضات، فتقول أم عبدالعزيز: «كثرة القصص التي تتردد على مسامعي من بين حين إلى آخر من قضايا تحرش وعنف، دفعتني إلى تعلم رياضات الدفاع عن النفس وألزمت بناتي أيضاً اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 16 سنة إلى تسع سنوات إلى تعلم هذه الرياضات دفاعاً عن أنفسهن وقت اللزوم، فخصصنا ساعة زمنية محدده نقوم بالتدرب على الحركات من خلال برامج الفيديو التعليمية المتوافرة على الشبكة العنكبوتية»، أما نجوى فتترقب الإعلانات عن الدورات التدريبية لتعليم أسس الدفاع عن النفس التي تقيمها بعض النوادي الصحية التابعة للمستشفيات. وعلى رغم رغبة سمية الشديدة لتعلم هذه الرياضات، إلا أن ارتفاع أسعارها منعها من الانضمام إلى صفوف التعلم والتي قد تصل إلى 1500 ريال شهرياً، أما إيمان فترى أنه من الواجب أن تتعلم كل فتاة الرياضات الدفاعية سلاحاً لها، إلا أن عدم توافر هذه الرياضات في جميع النوادي الرياضية يكون عائقاً عن التعليم. وأوضحت إحدى الموظفات بأحد النوادي الصحية بجدة سارة محمد أنه خلال فترة التعاقد مع مدربة الكاراتية الكورية شهد النادي إقبالاً شديداً من السيدات والفتيات السعوديات اللائي تتراوح أعمارهن من ثماني سنوات إلى 40 سنة رغبة في تعلم هذا النوع من الرياضة دفاعاً عن أنفسهن وقت الحاجة، ومن جهة أخرى، ذكرت مدربة رياضة الدفاع عن النفس عفيف بادغيش ل «الحياة» والتي يمتد تاريخها التدريبي منذ ثماني سنوات، أن الكثير من السيدات يتحمسن لتعلم رياضات الدفاع عن النفس ويتقدمن بطلب الانضمام إلى الدورات لتعليم أسس الدفاع عن النفس، والبعض منهن ينضم إلى البرنامج الشهري، بينما جزء كبير منهن يفضل التدريب الخاص المنزلي. وأشارت إلى أن سيدات الرياض أكثر السيدات إقبالاً على رياضة الدفاع عن النفس على مستوى المملكة، حيث يتعلمنها من خلال التدريب الخاص المنزلي والذي تبلغ رسومه 3000 ريال شهرياً، موضحة أن السيدات من ذوات الطبقة البسيطة يرغبن في التعليم بهدف الدفاع عن النفس، أما السيدات من ذوات الطبقة المخملية فيتعلمنها بهدف التسلية، كما تتصدر فئة الشابات المبتعثات للخارج للدراسة الفئات الأخرى، وذلك لتأمين وسائل الحماية والدفاع عن أنفسهن إذا لزم الأمر قبل سفرهن لخارج البلاد. ونوهت بادغيش إلى أن المجتمع لا بد أن يدرك مدى حاجته لهذه الرياضات وأهمية تعلمها ونحن نفتقر إلى وجود النوادي المنظمة والجهات المتخصصة التي توفر هذه الرياضات».