بعد عام دراسي كامل، قضته في شرح الدروس في إحدى المدارس الأهلية، تستعد ميرفت مصلح لتلقي دروس وتدريبات في لعبة «التايكوندو». وميرفت واحدة من 12 فتاة، انخرطن في دورة تقدمها المدربة سهير الكثيري، التي دربت في أوقات سابقة نحو مئتي فتاة على فنون «الكاراتيه» و«التايكوندو». وواجهت ميرفت، «اعتراضاً» من أسرتها حين طرحت عليهم فكرة المشاركة في الدورة، لكنها تقول: «كنت مُصرة على موقفي، فالدفاع عن النفس ليس عيباً للمرأة، وهذه مهارات جديدة بدأت تستقطب شريحة واسعة من النساء، وأصبحت مقبولة لدى الكثيرين»، مضيفة «عندما قرأت الإعلان عن الدورة، بادرت على الفور إلى التسجيل، وبالكاد قبلوني، بسبب كثرة الإقبال»، مشيرة إلى أن الدورة «سيتكرر عقدها مستقبلاً». وإذا كانت الأندية النسائية خلال إجازات الصيف في الأعوام الماضية، تشهد إقبالاً من الراغبات في تخفيف أوزانهن، والحفاظ على الرشاقة، فان عطلة هذا العام، شهدت «تحولاً لافتاً» كما تقول المدربة الكثيري، التي تشير إلى «تنامي الإقبال على دورات التدرب على فنون الدفاع عن النفس، وبخاصة الكاراتيه والتايكوندو، والتي باتت تستهوي عدداً من الفتيات». وتضيف «تعجبنا كثيراً من إقبال الفتيات على الدورة، والتي بدأت خلال الأسبوع الجاري، فلقد كان العدد المحدد للملتحقات هو 12 فتاة، إلا أن عدد المسجلات بلغ أضعاف هذا الرقم بكثير». ولا ترى الكثيري أن في الأمر غرابة أو دهشة، لأن المركز درب نحو مئتي فتاة سعودية، في دورات الكاراتيه، والآن تم إدخال رياضات جديدة للدفاع عن النفس»، موضحة أن «قوانين اللعبة توجب حضور حكم ولاعبات، ومنطقة آمان، يتم خلالها ترسيخ عدد من المبادئ، ولكل مهارة، طريقة وأسلوب يعتمدان على تسديد الركلات واللكمات، لأنها فن للدفاع عن النفس باستخدام القدمين واليدين». ولم يقتصر الإقبال على تعلم «التايكوندو»، فلعبة «البلياردو» تستقطب هي الأخرى شريحة من الفتيات، ففي حي الفيصلية في مدينة الدمام، ستفتح فاطمة الشهري، صالة نسائية لممارسة اللعبة. وتقول فاطمة: «لا زلت في مراحل الإعداد لإطلاق المشروع، المُمول من صندوق «الأمير سلطان لدعم مشاريع السيدات»، وعلى رغم ذلك، تلقيت طلبات للالتحاق بالصالة من سيدات سمعن عن قرب الافتتاح»، موضحة أن «النساء يبحثن عن متنفس». وتقول نورة يحيى، التي تمارس لعبة «البلياردو» في شكل دائم: «ما يدور في ذهن المرأة أثناء خوضها اللعبة هو الانتصار والتفوق، والإحساس بالتغلب على أية مشكلة قد تواجهها، فالرياضة حتى لو لم تكن تمارين، تُخلص الجسم والعقل من المتاعب والهموم اليومية، وهذه اللعبة توفر جوانب عدة، تضفي على النفس الراحة، من خلال أجواء المباريات، ذات الطابع الحماسي مع وجود التشجيع والتصفيق». وتضيف أن «القاعات المتوافرة في بعض المراكز مُغلقة وتجرى فيها مباريات أحياناً، وفي حال كان هناك فرق عدة، يتم استئجار استراحات، لحضور عدد أكبر، وذلك بحسب القائمين على المركز، وتحديداً إذا كان الأمر يتعلق بتخرج المتدربات».