المال ليس كل الحكاية.. والجرأة أحيانا تأتي بالثمار.. هذه باختصار قصة إنجاز نادي الاتحاد الذي أطاح بنجوم الملايين.. واستعان بمجموعة من الشباب الصاعدين ذوي العقود والمرتبات الصغيرة، فحصد كأس خادم الحرمين الشريفين، وتجنبت إدارته ضغط الانتقادات، وبات بإمكانها العمل بارتياح لتنفيذ توجهاتها المقبلة. وبدأت الحكاية بإبعاد إدارة الاتحاد برئاسة محمد الفايز عددا كبيرا من لاعبي الفريق الكروي الأول، الذين لم تكن الجماهير تتخيل أن تراهم في أندية منافسة أخرى، ولم يكونوا هم أنفسهم يتصورون أن يكون مصيرهم الإبعاد عن العميد، وفي مقدمتهم: محمد نور وزملاؤه حمد المنتشري ورضا تكر ومبروك زايد ومشعل السعيد وراشد الرهيب وإبراهيم هزازي، الذين كانوا يثقلون خزينة النادي بأكثر من 16 مليون ريال في السنة. وبلغت قيمة عقد القائد السابق للفريق، محمد نور مع الاتحاد 25 مليون ريال لمدة خمس سنوات، قبل أن ينتقل إلى النصر مقابل 4 ملايين ريال لموسم واحد، وبلغ عقد المدافع حمد المنتشري 9 ملايين ريال لثلاث سنوات، ووقع تكر للاتحاد ب3 ملايين ريال للسنة، وتعاقدت الإدارة السابقة مع حارس المرمى مبروك زايد ب4 ملايين لخمس سنوات، وكلف لاعب الاتفاق السابق راشد الرهيب الإدارة الاتحادية 27 مليون ريال مقابل إعارتين وانتقال نهائي بقيمة 12 مليون ريال لثلاث سنوات، وانضم ظهير أيمن الأهلي إبراهيم هزازي للفريق مقابل 4 ملايين ريال لثلاث سنوات، فيما كان مشعل السعيد يتقاضى نصف مليون ريال سنويا. ولا تعكس هذه العقود الضخمة في النادي قيمة هؤلاء اللاعبين في السوق العالمية، فقيمة نور الإجمالية تبلغ (مليون يورو)، والمنتشري (من 700 إلى 800 ألف يورو)، وتكر (من 350 إلى 400 ألف يورو)، وزايد (من 450 إلى 500 ألف يورو)، والرهيب (من 300 إلى 350 ألف يورو)، وهزازي (150 ألف يورو)، والسعيد (من 225 إلى 250 ألف يورو). وفي المقابل، توج الاتحاد بمجموعة شابة لا يتجاوز إجمالي عقودها السنوية 5.5 ملايين ريال، إذ وقع عبدالفتاح عسيري على عقد بقيمة 2.7 مليون ريال (منه 1.8 ألف ريال لناديه السابق حطين وللاعب 900 ألف ريال لخمس سنوات)، وحصل أحمد عسيري على 400 ألف ريال في السنة، وفهد المولد على (750 ألف ريال)، وفواز الخيبري على (400 ألف ريال)، وفواز القرني على (400 ألف ريال)، ومنصور شراحيلي على (400 ألف ريال)، وعبدالرحمن الغامدي على (650 ألف ريال). وكان المهاجم مختار فلاتة اشترى بقية عقده من رئيس نادي الشباب خالد البلطان بقيمة 2.5 مليون ريال، وهو المبلغ الذي حصل عليه في الاتحاد هذا الموسم، فيما لا يزال النجم الشاب محمد قاسم هاويا ويتقاضى مكافأة شهرية قدرها 10 آلاف ريال. ويبلغ إجمالي عقود اللاعبين المبعدين في السنة الواحدة أكثر من ثلاثة أضعاف هؤلاء الشباب الذين لا تجد في السوق العالمية لهم بعد أي قيمة مالية محددة، لكنهم تمكنوا بفريق واعد بقيادة سعود كريري وزملائه أسامة المولد وأحمد الفريدي من إقصاء الهلال "بطل كأس ولي العهد" في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وهزيمة الفتح "بطل دوري زين للمحترفين" ذهابا وإيابا، قبل أن ينقض على الشباب "بطل النسخة السابقة من الدوري السعودي"، والأخير فريق متمرس في النهائيات، ويملك نجوما من ذوي الخبرة والصفقات العالية مثل المهاجم ناصرالشمراني "25 مليون ريال"، وأحمد عطيف "20 مليون ريال"، ويدربه مدير فني بلجيكي على مستوى عال هو ميشيل برودوم، لكنه أمطر شباكه بأربعة أهداف في درة الملاعب وأمام أعين جماهير الكرة في المملكة التي تعاطفت مع نجومه الصغار، الذين باتوا كبارا بين ليلة وضحاها.