د. جرمان أحمد الشهري مطلع شهر رجب شهد مشاركة مليون طالب وطالبة في انطلاقة أول اختبارات تحصيلية للطلبة والطالبات في مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، حيث خضع الصف السادس الابتدائي والثالث المتوسط إلى تلك الاختبارات التحصيلية. وكان المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم قد أدلى بتصريح عن ذلك.. وبهذا التصريح توسعت مجالات تلك الاختبارات كما توقع الكثير من أجل ماذا؟ الله أعلم!، والمفرح في الأمر، أن المسؤولين عن القياس طمأنوا أولياء الأمور بأن تلك الاختبارات مجانية ولن يترتب عليها أي تغيير في نتائج الطلاب والطالبات، وإنما هي إجراءات استراتيجية تستهدف الوقوف على واقع المقررات ومدى الاستفادة منها.. كلام جميل ومنطقي، ولكن أين تلك الأريحية عند مسؤولي القياس عندما يكون الحديث عن الاختبارات المماثلة التي تطبق على المرحلة الثانوية؟! لماذا تؤثر نتائجها على درجات الطلاب والطالبات التي حصدوها من جهد ثلاثة أعوام في مرحلة الثانوية؟! هذا فضلا عن الإرهاق المادي الذي يستنزف ميزانيات أولياء الأمور جراء تلك الاختبارات التي تعاد مرة ومرتين وثلاث، والحسابة تحسب! يعني ببساطة هناك موقفان متضادان لمسؤولي القياس تجاه الاختبارات التحصيلية، فهم عندما يتحدثون عن (بعبع) الثانوية يصرخون في وجه كل من ينادي بإلغائها أو مجانيتها بحجة أنها اختبارات مهمة لمعرفة فوارق قدرات الطلبة ناهيك عن شكوكهم في الدرجات التي حصدها الطلبة طوال السنين، بينما نرى أولئك المسؤولين عند الحديث عن هذه الاختبارات الجديدة الخاصة بالابتدائي والمتوسط يجنحون إلى الواقعية فيؤكدون على عدم تأثير نتائجها على درجات الطلاب وعلى مجانيتها، وأن الهدف منها هو الوقوف على واقع ومستوى المقررات! وإزاء ذلك التضارب، فإنني أعتقد أن المسألة لا تخرج عن احتمالين، الاحتمال الأول: اكتفاء مركز القياس بربحية وعوائد اختبارات المرحلة الثانوية التي تقدر بمئة ريال لكل اختبار، ولا مانع من التكرار طالما تم الإيداع، وترضية الناس بجعل اختبارات مرحلتي الابتدائية والمتوسطة مجانية وغير مؤثرة، والاحتمال الثاني أن هذه الأريحية وهذا الكرم الحاتمي لمركز القياس هو مجرد جرعة مخدرة مع بالون اختبار لطمأنة الناس في بداية التجربة الجديدة ومن ثم تطبق لاحقا بالمرحلتين الدنيين ما يطبق بحق المرحلة الثانوية، ويتحول الحمل الوديع إلى بعبع مخيف.