يقود السفير السعودي لدى بيروت علي عواض عسيري، تحركا دبلوماسيا كبيرا، بلغ ذروته قبل أسبوع، حينما بادر بجمع رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين، يتقدمهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، ورئيسا الحكومة السابقان عمر كرامي، وفؤاد السنيورة، إضافة إلى وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال فيصل كرامي، فيما اعتذر الرئيس سعد الحريري عن المشاركة، لوجوده خارج البلاد، والرئيس رشيد الصلح لدواعٍ صحية. وأبلغت مصادر مطلعة "الوطن" من مصادر سياسية في العاصمة اللبنانية بيروت، أن هذا التحرك يهدف ل"لملمة" الأطراف اللبنانية، التي تشهد أوساطها انقساما شديدا، على وقع ارتدادات المعارك الدائرة في سورية، خصوصاً معركة القصير المُتاخمة للحدود اللبنانية، وانعكاساتها على الساحة اللبنانية. واعتبرت المصادر ذاتها لقاء السفير السعودي في لبنان برؤساء الحكومة السابقين، منبثقاً من كون هذه الأطراف، دعاة اعتدال وانفتاح وحوار، وإيمانٍ بالثوابت التي قام عليها لبنان، وفي طليعتها الطائفة السنية باعتبارها مكوّنا أساسيا في لبنان، وأن وحدتهم واعتدالهم أساس للوحدة الوطنية اللبنانية، وضمانةً لكافة اللبنانيين، فيما تشهد الأوساط السنية في لبنان، نوعاً من الانقسام، وتباينا في الآراء، وهو الأمر الذي يؤسس لحرص المملكة التي تقف على مسافةٍ واحدةٍ من الجميع، على وحدة الصف والاعتدال، طبقا لتوصيف المصادر. وأكدت المصادر أن حرص الرياض على وحدة الصف اللبناني نابع من التزامها بأمن وسلامة هذا البلد، ويأتي امتدادا لما بذلته المملكة من جهود قبل 24 عاما، وتوصلها لاتفاق الطائف في 30 سبتمبر 1989 والذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية.