منذ فترة ليست بالبعيدة، تعاقد نادي مانشستر يونايتد مع المدرب البرتغالي" روبين أموريم". ربما لم يجد صدى التعاقد صيتاً كبيراً، وربما أيضاً يعود قدومه من الدوري البرتغالي سبباً رئيساً لذلك، بسبب انخفاض صيت الدوري البرتغالي في أوروبا، أضف إلى أن أموريم منذ قدومه لليونايتد لم يحقق نتائج مبهرة، تجعل من عامة الناس تنتبه له، حيث كانت النتائج غير مستقرة، فمرة فوز، ومرة أخرى خسارة. ولمن يدقق؛ فكلامي أعلاه موجهٌ لعامة الناس، أي الذين يرون كرة القدم من منظور الفوز فقط، وهذه النظرة نظرة سطحية للغاية، ولكن ليس بوسعنا الملام، لأن أغلبية الجمهور متتبع لأحداث كرة القدم من رؤية المحبة والشغف، لا من التخطيط والرؤية، كمن يتابع من أهل التخصص من لاعبين، ونقاد، ومدربين، ومن هنا يتحول الحديث. أموريم جاء لليونايتد بمدرسته هوّ، لا كما يُريد النادي، بمعنى أنه عندما كان في لشبونة صنع أسلوبه الخاص، الذي من خلاله استطاع السيطرة على الدوري البرتغالي؛ بل إن آخر مبارياته مع لشبونة في دوري الأبطال كانت أمام مانشستر سيتي، وفاز عليه بالخمسة. من هنا، نعود لما فعل أموريم منذ قدومه، وهو" خلق هوية فنية" ومعنى خلق هوية فنية، أي استخدام أسلوب فني خاص، فمن كان يتوقع يوماً أن فريق مانشستر يونايتد صاحب مدرسة" فيرجسون" الشهيرة، التي بُني أساسها على خطة 4/4/2 يتغير مع أموريم لأسلوب 3/4/3 وبشكل دائم. أموريم لم يقدم نتائج حتى الآن، وله كل العذر؛ بحكم قدومه في نصف الموسم، وعليه أن يلعب بما لديه من موارد، وإن كان هناك من إيجابية لقدومه؛ فهي: خلق هوية جديدة لمانشستر يونايتد، فمن خلالها سيرى المتفهم لكرة القدم نتائج اليوناتيد مستقبلاً؛ خصوصاً أن أول نتائج هذه الهوية أن اليونايتد وإن خسر.. لا يخسر بسهولة، كما كان مع المدربين السابقين. وقفة: السير أليكس فيرجسون في مشروع خلق الهوية الفنية لليوناتيد، تستلم الفريق في العام 1986، وحقق أول بطولاته في العام 1992، والباقي.. كتب في صفحات التاريخ.