وضع نظارته أمامه على الطاولة واتخذ مرفقيه وسادة له ونام وكأنه يتمثل بيت المتنبي "أنام ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر (الطلاب) جراها ويختصم". هز المعلم كتفه موقظا وعلى وقع سؤال المعلم ألم تكمل الأسئلة؟ أفاق "خالد" من لحظات كانت بين الإغفاءة واليقظة كان كالحلم القصير بين جوانب الحياة.. أجاب "خالد" مذعورا: أنهيت الاختبار ولكني لم أنم منذ الأمس.. وكانت عاطفة المعلم هي سيدة الموقف إذ ترك خالد يكمل استراحته بعدما تأكد من ورقة إجابته. يقول خالد: اضطررت أن أسهر طوال الليل بين مذاكرة وحل أسئلة الأعوام السابقة، والحمد لله أجريت الاختبار كاملا قبل انتهاء الفترة واستغللت بقية الوقت لغفوة قليلة. حكايات أيام الامتحانات لا تنتهي بهذه الجملة بدأ أحد الآباء الذي كان ينتظر عند بوابة المدرسة ويستطرد في حديثه لأن الطالب يعي أنها أيام الحصاد والمحصلة النهائية فهو يحاول بكل الطرق أن يتخطى هذه الفترة بنجاح ويلجأ إلى تعويض ما فاته سابقا بالسهر والتركيز واستغلال الوقت لإنهاء الكتاب قبل دخوله قاعة الامتحان ويصاحب ذلك تصرفات تبدو مزعجة أو مضحكة في نظر المعلمين كالنوم داخل القاعة أو محاولة مساعدة الزملاء والتي يعتبرها المعلمون غشا وفي نظر الطلاب "فزعة". كثير من التصرفات تصدر من الطلاب داخل قاعات الاختبار وبالتأكيد أن لهذه الأفعال أسبابا خاصة بالطالب أو المنزل أو صعوبة وسهولة الامتحان. .هكذا علل المعلم فلاح عبدالله تصرف الطلاب. وأضاف أثناء امتحان الفترة الأولى شاهدت أحد الطلاب نائما على أوراق الإجابة ولم أعرف هل انتهى الطالب أم لا ونبهته من غفوته تلك ووجدت أنه لم يكمل حل الاختبار وشجعته وحفزته لإكمال اختباره وأدركت أن السهر والتعب قد أجهداه عن مواصلة الاختبار فأخذ له استراحة كادت تكون طويلة.