يفتقد كثير من المسعفين والمتطوعين في مواقع الحوادث عند إنقاذ شخص تعرض لإصابة إلى المعلومات الدقيقة عن الحالة الصحية لذلك الشخص والتي قد تساهم بشكل مباشر في إنقاذ حياته، بينما قد يؤدي غيابها إلى تعرضه لمخاطر كبيرة قد تودي بحياته. ويصادف المسعفون والمتطوعون أحيانا كثيرة أصحاب مركبات أصيبوا في حوادث ويعانون من ارتفاع في ضغط الدم أو السكري أو مرض الصرع وبعد محاولات عدة لا يتمكن المسعف من تقديم أي خدمة له بالرغم من بقائه ممدداً في مركبته أو على الطريق لعدم المعرفة الكاملة بالتعامل مع هذا الشخص. ويفضل عدد من المختصين أن يحمل مرضى الصرع أو غيره من الأمراض التي قد تؤدي لفقدانه الوعي بحمل بطاقة تعريفية توضح معاناته مع المرض وكيف يكون التعامل معه حتى يسهل على المسعفين وغيرهم مساعدته. ويقول المتحدث الرسمي لشرطة منطقة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام: إن الأشخاص الذين يعانون من إصابات مزمنة يجب عليهم حمل بطاقة توضح المرض والمعاناة التي يسببها لهم حرصا على تقديم الخدمة المناسبة لهم من قبل الجهات الأمنية في وقت قصير وإبعاد الشخص المصاب عن التجمع وتجنيبه عملية النقل بين المواقع. واقترح الغنام أن تمنح الجهات الصحية مثل هذه البطاقات التعريفية للأشخاص الذين يعانون من تلك الأمراض، وأشار إلى أن مركز العمليات يتلقى بلاغات عن وجود أشخاص في حالة إغماء داخل مركباتهم أو على الطرقات وبعد توجيه دورية للموقع يتضح أن المصاب يعاني من الصرع أو ارتفاع معدل السكري أو ضغط الدم لديه، ويفتقد أغلب الأشخاص المحيطين بالمصاب كيفية التعامل معه، لذا تم تنظيم دورات تثقيفية لرجال الدوريات الأمنية عن كيفية التعامل مع هذه النوعية من المصابين. وأكد أن وجود مثل تلك البطاقة التعريفية بحالة المصاب المرضية تختصر على رجال الأمن وقتا مهما لمعرفة معاناته. وأضاف أن اقتراح مثل تلك البطاقة قد يطور ويصبح لاصقا يوضع على السيارة ليبين أن السائق يعاني من مرض ما، وقد تدل بعض الأدوية التي يحملها المصاب على حالته الصحية، لكن هذا الأمر قد يستغرق وقتا قبل العثور عليها وتحديد هوية المرض، وأكد الغنام أن مثل هذه الحوادث لا تمثل ظاهرة، ولكن تتلقى الجهات الأمنية من فترة لأخرى بلاغا عن وقوع حادث ويتبين للفرقة الأمنية أن الشخص فقد الوعي قبل ارتكابه للحادث من خلال نوبة صرع أو ارتفاع بالضغط أو السكر. ومن جهته قال مؤسس وناشر موقع "مركز ودليل الشرق الأوسط الطبي" وحملة التوعية بالصرع عماد العالم: إن عملية إسعاف المصابين بالصرع أو النوبات الأخرى يجب أن تتم عبر طمأنة المصاب أولاً وعدم تخويفه أو إثارة هلعه، حيث يصاب الشخص بعد فقدان الوعي بحالة توهان ويفتقد السيطرة على الأفعال والحركة والكلام، ويلاحقه صداع أو يخلد للنوم، والواجب حياله تركه للراحة ثم بعد ذلك مساعدته في القيادة أو العودة إلى المنزل أو الاتصال بذويه. وأكد العالم أن قيادة السيارة للمصاب بنوبات الصرع تعد أحد أسباب الحوادث، خاصة لمن أصابته النوبة مسبقا أثناء القيادة، حيث يفتقد المصاب التركيز والإدراك ويشكل خطرا على نفسه وعلى الآخرين، حيث لا يسمح في الدول الغربية منح مصابي مرض الصرع بطاقة قيادة مركبة إلا بعد أن يثبت طبيا تحكم المصاب في نوباته لآخر 12 شهرا، فيما يمنع قيادته للحافلات والمركبات العامة ووسائل النقل ولا يسمح له إلا بعد مرور 10 سنوات خالية من تعرضه لنوبات الصرع، حيث نفتقد للأسف مثل هذه الإجراءات والقوانين هنا، ويفتقد ذوو المصاب الوعي بأهمية إرشاده بضرورة تجنب القيادة. وأضاف هناك حالتان لإسعاف المصاب بنوبة الصرع، الأولى لمن تعرض للنوبة وسط الماء، وهنا يجب على المسعف رفع رأس المصاب للأعلى حتى لا يدخل الماء عبر جهازه التنفسي، ويؤدي ذلك إلى ضرر على رئتيه، وهذا المصاب يجب إنقاذه بنقله للمستشفى للتأكد من سلامة جهازه التنفسي، والحالة الثانية هي الحالات العادية التي لا ينقل فيها المريض إلى المستشفى، إلا إذا أصيب إصابة تتوجب نقله للمستشفى واستمرت النوبة لأكثر من 5 دقائق، أو أصابته أكثر من نوبة دون استعادة لوعيه.