يقول عدد من الباحثين ان اجهزة ضبط ضربات القلب يمكن ان تمنع الوفيات الناتجة عن نوبات الصرع المفاجئة. ويعتقد ان بعض هذه الحالات تحدث بسبب اضطرابات معدل ضربات القلب خلال نوبة الصرع وهو ماقد لايمكن رصده خلال الفحوصات الروتينية. وقال فريق جامعة لندن لدورية لانست العلمية ان زرع اداة صغيرة يمكنها ان ترصد نبضات القلب باستمرار لاكتشاف اي المرض يحتاج الى جهاز ضبط النبض. واخضع فريق البروفيسور جون دونكان في معهد الاعصاب 20 مريضاً بالصرع لاداة التسجيل اللولبي التي ترصد نبضات القلب لمدة تصل الى 22 شهراً. وتم تسجيل ضربات القلب خلال 377 نوبة صرع من اجمالي 3377 تعرض لها المرض. ورصدت الادوات المزروعة التي وضعت فوق القلب مباشرة على سبع حالات من اضطرابات معدل ضربات القلب خلال نوبة الصرع. وعانى اربعة مرضى ممن ركبت لهم فيما بعد اجهزة ضبط نبضات القلب من توقفت فيها دقات القلب مؤقتاً او كانت بطيئة للغاية، مفاجئة. ويعتقد الباحثون انه في ثلاث من هذه الحالات فإن عدم انتظام ضربات القلب كان سيؤدي الى الوفاة اذا لم يكن المرضى يستخدمون جهاز ضبط ضربات القلب. وقال البروفيسور دونكان: «معظم الاضطرابات القلبية التي اكتشفها الجهاز لم يتم التعرف اليها خلال عمليات المراقبة الروتينية، بما يعني ان هذه التسجيلات اللولبية تقدم تطوراً كبيراً في رصد اضطرابات ضربات القلب القاتلة لدى هؤلاء المرضى». واضاف: «ولايقتصر دور هذا الجهاز على توفير فترة اطول لكنه يساعد المرضى ايضاً الاستمرار في نشاطاتهم اليومية بدلاً من قضاء اسبوع في المستشفى». وبخطط دونكان وفريقه لاجراء دراسة على اشخاص يعانون من انواع مختلفة من الصرع للخروج بتعريف محدد للجماعات التي قد تنتفع من اجهزة ضبط نبضات القلب. وقال دونكان: «نعتقد انه ستمنع بعض وليس كل وفيات الصرع المفاجئة. فبعض هذه الوفيات قد يحث بسبب انقطاع التنفس وهو مالا يستطيع الجهاز من منعه». وقالت مارجريت توماس من الجمعية الوطنية للصرع التي مولت البحث: «تعد هذه الدراسة خطوة هامة في الاتجاه الصحيح». واضافت: «في النهاية يتمثل الهدف في الوصول الى مايتسبب في هذه الوفيات المفاجئة غير المتوقعة ومنعها من الحدوث». الى ذلك، خلصت دراسة علمية حديثة الى ان المصابين بالصرع لايحصلون على النصائح اللازمة حتى يتسنى لهم السيطرة على المرض. فقد كشف استطلاع شمل 197 مريضاً ان نصف هذا العدد لم يبحث مع الاطباء الآثار الجانبية المحتملة من العلاج الذي يتلقونه، فيما قال اثنان من كل ثلاثة ان احداً لم يبلغهم انه قد يكون من غير الممكن قيادة السيارة بسبب المرض. وقد اجرى الدراسة فريق من الباحثين بالجمعية الوطنية البريطانية للصرع. يذكر ان واحداً من كل 200 من البالغين في بريطانيا مصاب بالصرع. كما تقع نحو ألف حالة وفاة بسبب المرض سنوياً. ويعاني بعض من يتناولون عقاقير علاج الصرع من آثار جانبية غير انها نادرة واذا حدثت عادة ماتكون طفيفة وتتراوح بين الطفح الجلدي والدوار. لكن هذه العقاقير قد تتفاعل مع انواع اخرى من الادوية بما فيها المضادات الحيوية و حبوب منع الحمل. ويفرض القانون في بريطانيا على اي شخص يعاني من الصرع اخبار سلطات منح تراخيص القيادة التي تسمح لهم بقيادة المركبات اذا لم يصابوا بنوبة لمدة عام. وتحتاج المرأة المصابة بالصرع الى عناية خاصة من قبل الاطباء لضمان بقاء الحالة مستقرة، اذ ان الصرع يمكن ان يلحق اصابات بالجنين ويتسبب في الاجهاض. لكن الدراسة تشير الى ان الاطباء عادة مايغفلون توجيه تلك النصائح لمرضاهم نتائج مقلقة. ومن جهته وصف ديفيد جوزيف مدير العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للصرع نتائج الدراسة بالمقلقلة - قائلاً «تظهر الدراسة احصائيات مقلقة للغاية تتعلق بغياب النصيحة». وضاف: «يلزم الاخذ بنهج اكثر نضجاً فيما يتعلق بمناقشة المخاطر التي تواجه المصابين بالصرع. فإذا لم يكن الاشخاص على دراية بحقائق المرض، فكيف يتمكنون من التخطيط لحياتهم؟». كما حثت دراسة اجرتها جمعية اخرى لعلاج الصرع، تدعى ابيلبسي آكشن، المصابين بالمرض على ضمان حصولهم على افضل العلاجات المملكنة من الاطباء. وتقول الدراسة ان نحو 70 بالمئة من المصابين بالصرع يمكن ان تختفي النوبات عندهم تماماً عن طريق تناول العلاج المناسب. لكن في الوقت الحالي لايصل الى ذلك إلا نحو نصف المرضى. ومن جانبه قال فيليب لي المدير التنفيذي للجمعية: «من دواعي قلقنا ان بعض المصابين بالصرع لايصلون الى افضل سبل للسيطرة على النوبات». ويقول: «بينما نقر بانه ليس بامكان كافة من يعانون الصرع التخلص تماماً من النوبات، فربما بالامكان اقلال عددها». واضاف: «نريد ايضاً تشجيع الاشخاص الذين يعانون من آثار جانبية سلبية من العلاج الذي يتناولونه على التحدث في الأمر مع اطبائهم لبحث ما اذا كان بالامكان تحقيق تقدم».