"إن ذلك من فعل الجن والشياطين" كان ذلك تفسير القدماء للحالة المرضية التي تعرف اليوم بالصرع وهو أحد الأمراض المزمنة الناتجة عن زيادة النشاط الكهربائي لبعض مناطق المخ بصورة مفاجئة والتي تؤدي إلى نوبات من فقدان الوعي يصاحبها عادة ظهور حركات متتالية في أجزاء الجسم المختلفة وبسبب تلك الأعراض غير المألوفة التي تصاحب المرض غالبا ما أحاطت الأساطير والخرافات تفسير تلك الحالة المرضية المزمنة وللأسف أن البعض لا زال حتى الآن يربط بين أعراض الصرع وبين خرافات التلبس بالجن والشياطين مما يزيد من معاناة المريض بالصرع. علينا أن نعي أن الصرع ما هو إلا مرض عضوي يصيب الدماغ له تفسيره العلمي والطبي ويمكن التحكم به ومنع تلك النوبات التي تصاحبه من خلال العلاجات الطبية الموصوفة من قبل الطبيب، فالمريض بالصرع هو شخص طبيعي كالآخرين ماعدا تلك الدقائق أو الثواني التي تحدث فيها نوبة التشنج، لذا يجب ألا تؤثر حالته المرضية على مجرى حياته الاجتماعية والعملية والعلمية. لطالما أثارت نوبات الصرع التي كان يعاني منها فان غوخ ذلك الفنان الذي اسر الكثيرين بإبداعه مخاوف مواطني قريته مما حدا بهم إلى المطالبة بنقل فان غوخ إلى مستشفى الطب النفسي!! حيث أكمل هناك لوحته الأفضل على الإطلاق "الليلة المضيئة بالنجوم". @ التثقيف الصحي