أعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها مستمرة في تعقب المتورطين في أعمال الجاسوسية لمصلحة إيران، من خلال ما سيتوفر لديها من معلومات أكيدة في هذا الجانب، في وقت كشفت فيه أمس الإطاحة ب10 متورطين جدد في قضية الخلية التجسسية التي ضبطتها في وقت سابق، ليرتفع إجمالي الموقوفين على خلفية القضية ذاتها إلى 27 شخصا بعد إخلاء سبيل شخص لبناني كان من بين 18 شخصا ألقي القبض عليهم في بداية الأمر. وأبلغ المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي "الوطن"، أن 21 شخصا من الموقوفين على ذمة قضية التجسس لمصلحة أجهزة الاستخبارات الإيرانية، صدقت اعترافاتهم شرعا، فيما أكد أن التحقيقات لا تزال جارية مع المضبوطين كافة في هذه الخلية، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستختص بإعداد لوائح التهم لعرضهم على المحكمة. وعما إذا كانت إحالتهم للقضاء الشرعي تعني أن الصورة حول الخلية وأهدافها والمتورطين فيها اكتملت بالنسبة لجهاز الأمن السعودي، قال اللواء التركي، إن التحقيقات مستمرة، وقد تأتي بجديد، فيما لم يستبعد تورط آخرين متى ما توفرت المعلومات والأدلة في ذلك، لكنه أشار إلى أن كل هذه الاحتمالات تبقى رهنا بالنتائج التي ستخلص إليها التحقيقات في القضية. وأكد اللواء التركي في سياق حديثه للصحيفة، أن عمليات القبض على المتورطين الجدد تمت على أوقات متفاوتة، ولم تكن متزامنة كسابقتها، وكانت الجهات الأمنية، قد ألقت القبض خلال الأشهر الماضية على خلية تجسسية من 18 شخصا (16 سعوديا، وإيراني ولبناني) في قضية تخابر لمصلحة جهاز الاستخبارات في إيران، غير أن بيان الداخلية أمس والذي أعلنت فيه عن استيقاف متهمين جدد في الخلية أوضح أن الشخص اللبناني الذي تم إلقاء القبض عليه في المرة الأولى أخلي سبيله لثبوت عدم ارتباطه بعناصر الخلية. وجاء في بيان وزارة الداخلية "إلحاقاً لما سبق الإعلان عنه بشأن القبض على ما مجموعه ثمانية عشر من عناصر خلية تقوم بالتجسس لمصلحة أجهزة الاستخبارات الإيرانية، ومن بينهم مقيم لبناني وآخر إيراني، والبقية مواطنون، فقد صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأن نتائج التحقيقات المرحلية التي تجريها الأجهزة الأمنية المختصة قد أدت إلى إيقاف عشرة آخرين لتورطهم في الأعمال التجسسية لهذه الخلية، من بينهم ثمانية سعوديين، بالإضافة إلى مقيم لبناني، وآخر تركي ، في حين تم إخلاء سبيل مقيم لبناني أُلقي القبض عليه ضمن المجموعة الأولى وذلك لعدم ثبوت ارتباطه بعناصر هذه الخلية، وبذلك يصبح إجمالي الموقوفين في هذه القضية حتى تاريخه سبعة وعشرين أعضاء ب"الخلية" يشغلون مناصب مهمة الدمام: أحمد العدواني قالت مصادر أمنية ل"الوطن" إن 8 من خلية التجسس التي أعلنت وزارة الداخلية عن ضبطها أمس، كانوا متواجدين في المنطقة الشرقية حين ضبطهم. وأوضحت المصادر أن شبكة التجسس متعددة الأطراف، وغالبيتهم من المنطقة الشرقية، لافتة إلى أن عددا من أعضاء الخلية يشغلون مناصب قيادية ومهمة في بعض الشركات الخاصة بالمنطقة. وأشارت إلى أن علاقة الخلية ببعضها نشأت عبر شبكة الإنترنت. عشقي ل الوطن : الكشف عن "خلايا" أخرى.. غير مستبعد توقع أن تبعث الرياض رسالة احتجاج لطهران الرياض: خالد البليطيح رجح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية، عضو المجلس الاستشاري بمركز دراسات باكستان والخليج، الدكتور أنور بن ماجد عشقي أن تكتشف السلطات الأمنية السعودية المزيد من خلايا التجسس العاملة لصالح إيران خلال المرحلة المقبلة، متوقعا أن تبعث حكومة الرياض باحتجاج قاس لحكومة طهران، قد يتطور إلى رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إذا لم تكف الجمهورية الإيرانية عن تدخلها بالشؤون الداخلية. وأكد عشقي ل"الوطن" أن إيران تواصل القيام بأعمال وصفها ب"السيئة" داخل المملكة، عبر ما اعتبره "جذوراً استخباراتية" لها في الداخل. وقال عشقي ل"الوطن"، على خلفية إعلان الجهات الأمنية أمس القبض على 10 أشخاص متورطين في عملية تجسس لصالح إيران، إن هذه العملية قطعت بيقظة أجهزة الأمن السعودي، لا سيما أن الخلية السابقة التي تم الكشف عنها مسبقاً ليست وحدها، بل هناك خلايا أخرى مختلفة، سيتم القبض عليها بكل تأكيد. وعدّ الدكتور عشقي وجود سعوديين ضمن القائمة، خيانةً عظمى للوطن، تُبنى على التجسس لصالح دولة أجنبية، فيما رأى أن وجود البعض منهم من الجنسية اللبنانية أو التركية، لا يعني تورط دولهم في هذه الأعمال المنافية للأعراف والقيم، على اعتبار أنهم عملاء لدولة أجنبية وهي إيران، سواءً قامت بتجنيدهم في بلدانهم أو في خارج بلدانهم. وقال "وجود جنسيات أخرى من غير السعوديين لا يمس العلاقات بين المملكة وتلك الدول، بل مع الدولة التي سخرتهم وجندتهم للمساس بأمن دولتنا". وأسهب في حديثه وتحليله للأمر بالقول "كثرة خلايا التجسس التي ضبطت مؤخراً مؤشر إلى عدة أمور، إما أن هؤلاء يبحثون عن معلومات لكشف أسرار الدولة، أو أنهم يدبرون لعمليات "تخريب" للقطاعات التي تجسسوا عليها. يجب القول إن هذه العملية ليست بريئة، وتدل على أن هذه الدولة ما زالت تمعن وتصر في التدخل في شؤون المملكة – أي إيران – بالإضافة إلى تدخلها المستمر في شؤون دول مجلس التعاون، ومن هذا المنطلق يجب التصدي لها على كافة المستويات، نحن نعلم أن ليس بيننا وبين الشعب الإيراني أي إشكالات، لكن لُب المشكلة مع الحكومة "المتطرفة"، وتسعى لإثارة الفتنة في البلدان العربية والإسلامية بدءاً بالمملكة". وأضاف أن المملكة بعد كشف الخلايا، والتأكد من هويتهم، وثبوت تورطهم في عمليات التجسس، تبعث باحتجاج للدولة المحرضة، تحذرها بعدم المساس بأمن وسيادة الدولة، وإذا لم تراع ذلك فإنها سوف ترفع بالاحتجاج إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي، ليكون المجتمع الدولي على دراية بما تقوم به هذه الدولة والتعامل مع ذلك.