أعلنت السلطات الأمنية السعودية رسمياً أمس، أن خلية التجسس التي ضبطت الشهر الجاري في أربع مناطق في المملكة، وتضم 18 شخصاً بينهم 16 سعودياً وإيراني ولبناني، كانت تعمل لمصلحة الاستخبارات الإيرانية بشكل مباشر، وذلك وفق إفادات أدلى بها المتهمون. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل«الحياة»: «إن إبلاغ الجانب الإيراني عن تورط استخباراته في عملية التجسس أمر تقرّره القيادة في المملكة». وأوضح التركي في بيان له أمس: «إلحاقاً لما سبق الإعلان عنه في شأن تورط عدد من المواطنين والمقيمين في أعمال تجسسية، والتواصل مع أجهزة استخبارات في دولة أجنبية، بيّنت التحقيقات والأدلة المادية التي تم جمعها، والإفادات التي أدلى بها المتهمون، أن هناك ارتباطاً مباشراً لعناصر هذه الخلية بأجهزة الاستخبارات الإيرانية». ولفت التركي إلى أن هذه العناصر دأبت على تسلم أموال على فترات مختلفة، في مقابل معلومات ووثائق عن مواقع مهمة في عملية تجسس لمصلحة تلك الأجهزة، مشيراً إلى «أن التحقيقات لا تزال مستمرة مع عناصر هذه الخلية، وسيتم استكمال الإجراءات النظامية في حقهم». وأشار مصدر مطلع، في اتصال هاتفي مع «الحياة»، إلى أن عناصر الخلية لم يكن بينهم قائد للمجموعة يتولى العملية التجسسية داخل الأراضي السعودية، وإنما كانوا متفرقين وعلى اتصال مباشر مع الاستخبارات الإيرانية. وأضاف: «هذه العملية قد تشكّل صعوبة في عملية متابعتهم والقبض عليهم، إلا أن أجهزة الأمن حققت نجاحات في رصد تحركاتهم ومتابعة اتصالاتهم، من دون أن يشعر أحد بهم، وتم القبض عليهم في لحظة واحدة، على رغم إقامتهم في مدن سعودية مختلفة». من جهة أخرى، أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، في اتصال هاتفي ل«الحياة»، أن إبلاغ الجانب الإيراني عن تورط استخباراته في عملية تجسس ضد السعودية، مستخدمين بذلك مواطنين ومقيمين لتنفيذ أعمالهم، أمر تقرّره القيادة. وقال: «نحن كرجال أمن نتعامل مع القضية في خصوص الإجراءات الأمنية في متابعتهم، والتأكد من تورطهم والقبض عليهم». وأشار التركي إلى أن الإعلان عن هوية الدولة المتورطة في الخلية عائد إلى كثرة الاستفسارات عن اسم الدولة، خصوصاً أن التحقيقات الأولية مع المتهمين كشفت ارتباطهم بإيران، وسيتم بعد انتهاء التحقيق معهم إعداد لوائح اتهامات، تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء الشرعي. يذكر أن مصدراً مطلعاً قال ل«الحياة» في وقت سابق، إن الخلية اعتمدت في نقل معلوماتها التي تجمعها عن المواقع العسكرية والاقتصادية والصحية على البريد الإلكتروني، مشيراً إلى أن تهمة التجسس ثابتة على عناصر الخلية، وتم توثيق معظم لقاءاتهم بالصوت والصورة في إنجاز أمني يسجل للسلطات السعودية، التي عملت على اصطياد الخلية وملاحقتها، على رغم خيانة أفراد عناصرها للأمانة.