ربط رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في جدة الدكتور أنور عشقي، بين خلية التجسس التي أعلنت عنها وزارة الداخلية السعودية، أول من أمس، والخلايا التي تمّ ضبطها في دول خليجية أخرى، مستدركاً أن أجهزة الأمن السعودية تفوقت على الآخرين في ضبط الخلية قبل التنفيذ. وحدد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، الهدف الذي يسعى إليه أفراد هذه الخلية، التي تضم 16 سعودياً إضافة إلى لبناني وإيراني، بأنه «خلق نوعاً من التشويش، والقول إن السعودية لا تتمتع بالاستقرار في مختلف الجوانب». وربط عشقي، بين خلية التجسس السعودية وخلايا مماثلة أُعلن عن اكتشافها في دول خليجية، وقال: «إنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً في الخلايا التي تم القبض عليها في دول خليجية أخرى، مثل الكويت والبحرين»، مستدركاً أن «أجهزة الأمن السعودية استطاعت أن توقف أعضاء هذه الخلية قبل أن يصلوا إلى مرحلة التنفيذ، بخلاف الجميع»، معتبراً ذلك «تأكيد على ما وصلت إليه أجهزة الأمن السعودية من قدرة فائقة في التصدي لكل الأخطار والدسائس والمؤامرات التي تحاك ضد هذا الوطن». وقال عشقي، إنه ليس بالضرورة الإعلان عن ضبط أعمال تجسسية في المنطقة، ولكن في بعض الأحيان يتم الإعلان عنها في حال «بلغ السيل الزُبى»، مضيفاً أن السعودية كانت تعرف في الماضي أن المتورطين في تفجيرات الخبر (1996) كانوا على اتصال وتعاون مع سورية وإيران، إلا أن السعودية تكتمت على هذا الخبر، وأبلغت تلك الدول بالأمر، لأنها لا تريد أن يكون هناك عدوان بين دولة كبرى تأثرت من هذه العمليات، وتريد الانتقام. وأفاد بأن المعلومات التي تسعى الخلايا التجسسية إليها تتمثل في «أهداف حيوية»، وزاد: «ربما تكون أهدافاً دينية أو أهدافاً خدمية كالماء والكهرباء أو الطاقة كمصافي تكرير النفط». وإن كان المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أحجم في إعلانه مساء أول من أمس، عن تحديد اسم الدولة التي تقف وراء هذه خلية التجسس، فإن عشقي، وجه أصابع الاتهام إلى «دولة مجاورة مسلمة، هي إيران، التي يؤسفني أن يصدر عنها هذا التصرف»، واصفاً أعضاء الخلية بأنهم «ضعاف نفوس، ولا يتمتعون بأي حس وطني أو إنساني». وأعلنت دول خليجية عدة، عن ضبط خلايا تعمل في مجال التجسس، أو تنفيذ أعمال «إرهابية»، ربط بينها وبين إيران، وبخاصة جهاز «الحرس الثوري» فيها. كما أعلن عن تورط ديبلوماسيين في السفارات والقنصليات الإيرانية، منها ما أعلنت الكويت أواخر 2010، عن الكشف عن «خلية تجسس إيرانية إثر عملية دهم، وضلوع رجال أعمال كويتيين نافذين في تمويلها والمساعدة في تنفيذ مهمتها، برصد المواقع الأمنية والعسكرية. كما كشفت عن تورط آخرين من جنسيات عربية في نقل المعلومات إلى المسؤولين الإيرانيين».واستدعت الإعلانات المتكررة عن ضبط خلايا إيرانية، مجلس التعاون الخليجي إلى «استنكار المحاولات المتكررة لزرع خلايا التجسس والإرهاب في دول المجلس». وأكد أن أمن دول المجلس «كل لا يتجزأ، وأن المساس بأمن إحدى دوله يهدد أمن واستقرار جميع دول المجلس».