غالطت الحكومة الإسرائيلية العالم ونفت عملياً توجهها لتجميد الاستيطان لتهيئة الأجواء أمام جهود الإدارة الأميركية ووزير خارجيتها جون كيري لاستئناف عملية السلام، حيث صادقت الإدارة المدنية الإسرائيلية أمس بإيعاز من وزير الدفاع على خطة لبناء 296 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بيت ايل" قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية. وجاء إعلان القرار بالتزامن مع الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزيرة العدل تسيبي ليفني في روما. وأدانت الحكومة الفلسطينية بشدة قرار حكومة الاحتلال، مشيرة إلى أنه يمثل "رسالة سالبة للإدارة الأميركية بنواياها تعطيل عملية السلام المتوقع استئناف مفاوضاتها". وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة "المقصود من هذا القرار الخاطئ هو تخريب عملية السلام وجهود واشنطن ووزير خارجيتها جون كيري الذي يتحرك بشكلٍ مكثَّف في المنطقة". وكان كيري قد أعلن أنه سيعود إلى المنطقة في 21 من الشهر الجاري للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مسعى لوضع إطار لاستئناف المفاوضات بين الجانبين خلال الأسابيع القليلة المقبلة. إلا أن أبو ردينة أشار إلى أن الرئاسة "تقرأ القرار الاستيطاني بأنه مواصلة لجهود تدمير عملية السلام ضمن مخطط كان أبرز معالمه اقتحام المستوطنين أول من أمس للمسجد الأقصى المبارك، وهو ما يؤكد أن تل أبيب تهدف من وراء هذه القرارات جر المنطقة إلى العنف بدل السلام والاستقرار، وأنها غير معنية نهائياً بإحلال السلام في المنطقة". من جهة أخرى وصل رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يوسف القرضاوي إلى غزة أمس، وقال خلال لقائه رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية "الأمة الإسلامية ستنتصر بأبناء غزة وصمودهم الأسطوري. أهل غزة أصحاب حق، وأنا موقن أن النصر آتٍ لا محالة فسيعود الفلسطينيون إلى بيوتهم وأرضهم، لأنهم يمتلكون سلاحاً أقوى من الأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها الاحتلال، ألا وهو سلاح الإيمان والشجاعة".