وسط ضحكات الأطفال وصيحاتهم وهم يتقافزون على ألعاب حديقة الملك فهد بنجران، يضج المكان بأصوات صليل السيوف وقرع الرماح وصهيل الخيل وصراخات معارك ما قبل ألف عام، وذلك ضمن التدربيات النهائية لملحمة "شيخ العرب" على المسرح الروماني بالحديقة الأكبر في نجران المعروفة كذلك ب(غابة سقام). وتأتي تلك التدريبات قبل أقل من 24 ساعة من انطلاق الدورة الثانية من مهرجان "قس بن ساعدة" الذي ينظمه أدبي نجران، ابتداء من مساء غد برعاية أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله وحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. ويتميز المهرجان هذا العام بحضور مبدعين ومثقفين من عدد من الدول العربية وهو ما يضفي عليه بعدا أوسع من البعد المحلي، ففي العمل المسرحي (الملحمي) يشارك الفنان الأردني "زكريا المؤمني" كأحد أبطال العمل حيث يؤدي دور "البراء بن قيس" ملك كندة، كذلك يظهر الدور الهام للمستشار الفني للعمل المخرج المسرحي المصري صبحي يوسف إلى جانب مدرب الجموع ومصمم الاستعراضات المصاحبة، السوري "طلال بدوي" . أما الفعاليات المنبرية فالمشاركون مختلفو المشارب فمنهم الناقد ومنهم الشاعر والمؤرخ. ويكشف البرنامج المصاحب عن أسماء مثل، د. مراد مبروك (مصر)، د.إبراهيم النعانعة (الأردن)، د.عبدالناصر عبدالحميد (مصر)، د.بوشعيب حليفي (المغرب). وفي الشعر تبرز أسماء شعرية معروفة على المستوى العربي مثل أحمد الشهاوي (مصر) وعلي المقري (اليمن) وياسين عدنان (المغرب) وعدد من شعراء تونس. ولأن المهرجان لم يكن عربيا، فحسب بل تعدى ذلك إلى طرق أبواب عاصمة الفن باريس، فإن وصول الباحث والمصور الفرنسي المعروف باهتمامه الكبير بنجران "تشيكوف مينوزا" مساء أول من أمس إلى مطار نجران وبصحبته الباحثة والمصورة الفرنسية الأخرى باتريسيا ماساري، أعطى المهرجان صدى أوسع، حيث سيعرض "مينوزا" 500 صورة نادرة عن نجران وذلك في معرض أخذ شكل الخيمة التقليدية. وعلى بعد أمتار من خيمة "مينوزا" يتربع معرض الكتاب الذي تشارك فيه دور نشر عربية مختلفة وصلت إلى 50 دار نشر، حسب ما ذكره المشرف على المعرض صلاح الرشيدي الذي أكد أن هناك نقلة نوعية في معروضات هذا العام ومنها استحداث "ركن الأطفال" وركن "ذوي الاحتياجات الخاصة"، و"الفعالية النسائية"، موضحا أن المعرض سيفتح أبوابه للزوار على فترتين صباحية من 10 - 12 ظهرا ومسائية من 4 - 9 مساء. أما الفعالية الجديدة هذا العام فهي "لوحة نجران العالمية" التي صممها الفنان هادي منصر آل صليع، وكانت مرشحة لدخول موسوعة "جينيس" العالمية، لكن "العمل الفردي" كان سببا في حصول لوحة أخرى من أميركا على الأسبقية، ويشرح ذلك آل صليع ل"الوطن" قائلا: كادت اللوحة تدخل موسوعة "جينيس" حيث قمنا بمراسلة القائمين على الموسوعة قبل عمل اللوحة وحصلنا منهم على موافقة، ولكن العمل على اللوحة استغرق مني ما يقارب 3 أشهر لكبر حجمها ولأنني أعمل بمفردي، وبعد الانتهاء منها قمت بإرسال العمل للموسوعة، إلا أن ممثل الموسوعة رد بالاعتذار، والسبب أن أحد المعارض الأميركية في ولاية فلوريدا سبقنا ب3 أيام فقط وقام بتسجيل لوحة مشابهة لفكرة لوحة "نجران العالمية"، ولكن المفارقة أن من عمل عليها أكثر من 60 شخصا. وأضاف آل صليع: اللوحة تحوي على 3000 صورة كلها من نجران ووجوه من نجران والشكل النهائي لها هو حصان الأخدود المشهور بقرنه. أما مصادر الصور فهي من تصوير أبناء نجران ومن منبر "الوطن" أقدم لهم الشكر والتقدير على ما قاموا به لدعمي بهذه الصور وأخص "رابطة إيحاء الضوء" برئاسة هادي آل قريشة وقسم التصوير الضوئي بجمعية الثقافه والفنون بنجران. واشتهر "آل صليع "بلوحة صممها وهو مبتعث في الولاياتالمتحدة الأميركية كانت تحت عنوان "موناليزا نجران" ستعرض في شهر أكتوبر المقبل في أحد المعارض الأميركية.