دعا مدير عام الأندية الأدبية الناقد حسين بافقيه إلى فتح أبواب الأندية الأدبية لمنح الأدباء العرب المقيمين في المملكة "عضوية كاملة" أسوة بالروابط الأدبية في العالم العربي وخاصة في مصر التي أصبح فيها الناقد السعودي عبدالله عبدالجبار نائبا لرئيس رابطة الأدب الحديث. جاء ذلك في حفل تكريم المفكر والناقد الراحل عبدالله عبدالجبار مساء أول من أمس في إطار فعاليات ملتقى النص الأدبي الذي يقيمه نادي جدة الأدبي الثقافي بفندق "ماريوت جدة"، وذلك بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان. وكان الحفل بدأ بكلمة لرئس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله السلمي قال فيها: إن الاحتفال اليوم برائد من رواد الثقافة والأدب في بلادنا يأتي في إطار حرص النادي على تكريم الرواد والاهتمام بتراثهم ليكون تقليدا راسخا في ثقافتنا، وأضاف أن الملتقى يستمد مكانته من خلالكم في إطار اهتمامكم في النقد، وهو يعمل على تلاقي النقد المحلي بالنقد القادم من الخارج بهدف إثراء التجربة النقدية في المملكة. بعدها ألقى الشاعر محمد إبراهيم يعقوب قصيدة خاطب فيها الراحل الذي "رأى في تراب وطنه غرسا طيبا سيثمر ذات يوم"، وهو ما أشار إليه الشاعر في قصيدته وهو يختمها بشطر مستوحى من بيت أبي تمام الشهير" السيف أصدق أنباء من الكتب" ليحوله الشاعر إلى "الشعب أصدق إنباء من الكتب" وهي إشارة رمزية واضحة على صدق نبوءة عبدالله عبدالجبار. ثم قدم فيلم وثائقي عن قراءة ملتقى النص، وسيرة للمحتفى به الراحل عبدالله عبدالجبار. وجاء دور بافقيه الذي بدا متأثرا بذكرى أستاذه وتحدث بشفافية عاطفية وهو يتذكره أستاذا، أبا وموجها، وقال: كانت علاقتي معه نقطة تحول في مسيرتي الثقافية، هو الذي أعطاني فرصة كبيرة لأكون مطلعا على ثقافتنا السعودية. وتحدث بافقيه عن "الآباء الثقافيين" لعبدالله عبدالجبار منذ أن غادر المملكة إلى مصر حيث تعرف هناك على كوكبة من الأدباء المصريين على رأسهم مصطفى عبدالحميد السحرتي الذي رأس رابطة الأدب العربي الحديث، وقد دفعت طبيعة عبدالله عبدالجبار إلى الميل إلى الرومانطيقية فانضم إلى رابطة الأدب الحديث، التي كانت تنشغل في الأدب والفن حيث لا نجد في آثارها أي معتقد فكري أو سياسي، حيث أصبح عبدالله عبدالجبار نائبا لرئيس رابطة الأدب الحديث. وتحدث عدد من العارفين بالمفكر الراحل ومنهم أسامة فلالي الذي عرفه في لندن وقال إن عبدالله عبدالجبار هو أول من افتتح مدرسة لتعليم اللغة العربية في لندن، هذه المدرسة التي تحولت فيما بعد إلى أكاديمية الملك فهد، كما تحدثت قريبة الراحل الدكتورة فاطمة عبدالجبار عن علاقته بأسرته، وعاداته، وقالت إن "عبدالجبار" لم ينعم بالزواج، ولكنه ترك لأجيال ثروة من الكتب والتلاميذ والمحبين.