يأتي تكريم الناقد عبدالله عبدالجبار الباحث والرائد والتربوي في ملتقى قراء النص الثاني عشر في نادي جدة الثقافي والأدبي تكريما لإنجاز نقدي وأدبي لهذا الرمز الذي قدم إضاءات كبيرة من خلال كتبه وأبحاثه المتميزة .. وهي إضاءات مبكرة خاصة في كتابه (التيارات الأدبية). هنا يتحدث عنه وعن ريادته عدد من النقاد الباحثين: يقول حجاب الحازمي (باحث): «عبدالله عبدالجبار من الأسماء الرائدة الكبيرة في الأدب السعودي .. وكتابه (التيارات الأدبية) عمل رائد ومبكر في الحياة الثقافية والأدبية في المملكة وتكريمه اليوم هو تكريم له شخصيا والإنجاز الأدبي الذي صنعه وعمله من خلال ريادة تعليمية وتربوية وأدبية ونقدية وتكريم الرواد سابقا. أما الكاتب الدكتور عاصم حمدان فيشير إلى أن عبدالله عبدالجبار مبدع وناقد ويعتبر كتابه التيارات الأدبية بقسميه الشعري والنثري نقلة من النقد الانطباعي إلى النقد المنهجي ويشبه دوره في الأدب السعودي بدور الناقد المصري محمد مندور في مصر وكل الذين كتبوا عن الأدب السعودي بعد عبدالله عبدالجبار يعتمدون اعتمادا كليا على ما كتبه وخصوصا الدكتور بكري شيخ أمين والذي صارحني أنه طوال كتابته لأطروحته الموسوعة (الحركة الأدبية في المملكة) لم يستغني عن كتاب عبدالله عبدالجبار وكان سندا خاصا لدراسته. ويتفرد عبدالله عبدالجبار بكتابته المنهجية لمقدمات الكتب ومثال ذلك مقدمته لكتاب الناقد السحرتي حيث كتب مقدمة ضافية يسر يعتبرها البعض أنها كتاب آخر ما حملته من رؤى نقدية عميقة. وفي ذات السياق، يقول الناقد الدكتور عبدالله المعطاني أن الناقد والباحث عبدالله عبدالجبار من الرواد الكبار في بلادنا ويكفيه أنه رصد كتاب التيارات الأدبية. وهو كتاب يعتبر أول كتاب نقدي منهجي وقدم إضاءات مهمة ومضيئة عن الحياة الأدبية والاجتماعية والإبداعية في المملكة، ويضيف: «عبدالله عبدالجبار قيمة ثقافية وقيمة معرفية جديرة بالاحترام والتقدير»، كما أشار إلى أن تكريمه في ملتقى النص في نادي جدة الثقافي الأدبي تكريم يليق بتاريخ رجل قدم الكثير لتاريخ الأدب والثقافة في بلادنا، مبينا أن عبدالله عبدالجبار اهتم منذ وقت مبكر بالنظريات النقدية الحديثة في الأدب واعتماده كذلك على النص الغائب المبني على الإيحاء والرمز ولديه قدرة كبيرة على تحليل النصوص وقراءتها، وهنا تكمن أهمية ريادته. ويرى الناقد والباحث الدكتور عبدالله الوشمي أن تكريم عبدالله عبدالجبار يعني له مفهوم الريادة حين تتجاوز الشخص إلى المنجز المتنوع على مستوى التأليف والحراك الثقافي والامتزاج بالمجتمعات الثقافية خارج الوطن، إضافة إلى أنه شكل حلقة جميلة بين عدد من الأجيال ولم ينفصل عبدالله عبدالجبار الإنسان عن عبدالله عبدالجبار المثقف. من جهته، اعتبر الشاعر والناقد الدكتور يوسف العارف أن قيمة الأستاذ عبدالله عبدالجبار تأتي من كونها قيمة نقدية ومعرفية ونظرا للدور الريادي الذي قام به من خلال كتاب (التيارات الأدبية) .. وهو كتاب رائد بل يعتبر أول كتاب علمي نقدي منهجي يصدر في بلادنا. وأيضا الدراسات والمقدمات التي كتبها عبدالله عبدالجبار تؤكد ريادته النقدية المبكرة وتكريمه في ملتقى قراءة النص في نادي جدة الثقافي تكريم في مكانه وفي محله.