توصف هجرة الصفيري بأنها واحدة من أكبر وأقدم الهجر التابعة لمحافظة حفر الباطن، حيث تضرب بجذورها في القدم كونها تأسست تزامنا مع تأسيس محافظة حفر الباطن. وتقع هجرة الصفيري غرب حفر الباطن بحوالي 17 كلم، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها في الفوز بالخدمات التي يحتاجها سكانها الذين يتجاوز عددهم أربعة آلاف نسمة، مما يجبرهم على التوجه لحفر الباطن عدة مرات خلال اليوم الواحد عبر طريق أقل ما يوصف به بأنه سيئ، ويكاد يكشف للمار بالهجرة ما سيجده أمامه من صعوبات، صارت تشكل جزءا من حياة السكان المحليين. وتبين جولة سريعة في الهجرة الصغيرة التي تتسع يوما بعد آخر، حاجتها الماسة لعدد من الخدمات البلدية الأساسية، فيما تعاني طرقاتها من سوء التعبيد الذي يجعل السير عليها مغامرة غير محمودة العواقب. أما المنازل العشوائية المتناثرة، فتجسد معاناة السكان. وفي هذا الصدد، قال سالم الظفيري ل"الوطن" إن طريق حفر الباطن- الصفيري يشكل أكبر هاجس لدينا، حيث يرتاده الجميع يوميا من موظفين وطلاب وقاصدي المراجعات الحكومية، فإذا علمنا بأن الطريق بمسار واحد، يمكن الحديث عن الخطر المحدق بنا كل يوم، والحوادث المؤسفة صارت واقعا نعيشه، وهو ما دفع الكثيرين للانتقال إلى حفر الباطن. وأضاف أن هناك مشروعا لازدواج الطريق، إلا أن العمل يسير فيه بوتيرة بطيئة، والحديث عن انتهائه يحتاج إلى روح متفائلة كثيرا. من جهته، بيّن جابر السويط أن الصفيري بحاجة إلى كثير من الخدمات، وفي مقدمتها بلدية مستقلة عن بلدية حفر الباطن، لتتطور الخدمات البلدية لدينا من سفلتة شوارع إلى نظافة وتشجير الهجرة. أما في الجانب الصحي فنريد أيضا تطوير المركز الصحي الذي يقدم خدمات محدودة جدا، الأمر الذي يدفع الكثيرين للذهاب إلى الحفر من أجل علاج أبسط الحالات. ويستطرد السويط قائلا إن الدفاع المدني ما زال مفقودا بالهجرة رغم أهميته، فأقرب مركز للدفاع المدني يبعد عنا قرابة 22 كيلو مترا، فتخيل حجم الخسائر في كل مرة يقع حادث أو حريق في الصفيري. ويرى سعود عقاب، ساكن آخر بالصفيري أن هناك حاجة ماسة لدعم مركز الشرطة وتطويره، مع وضع نقطة تفتيش على طريق الهجرة، لضبط المخالفين الذين يكثرون في حظائر المواشي والاستراحات الموقتة التي يقيمها بعض الأشخاص على جنبات الطريق، إضافة إلى أن الهجرة تفتقر لوجود مركز للهلال الأحمر، مما يجعل الأهالي ينقلون حالات الحوادث أو الحالات المرضية بسياراتهم بدلا من انتظار الهلال الأحمر الذي ينطلق من حفر الباطن لمباشرة أي حادث في الهجرة. "الوطن" نقلت هذه المعاناة إلى مدير الشئون الصحية بحفر الباطن مطلق الخمعلي، فأكد أن هجرة الصفيري يخدمها مركز صحي يقدم كافة الخدمات للأهالي، مع وعد بدراسة زيادة فترات العمل في المركز مستقبلا. أما المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي فعلق على بعض مطالب أهل الصفيري بتوفير قوة أمنية قائلا: هجرة الصفيري تحظى بقوة أمنية مناسبة لخدمة الهجرة ومتطلباتها الأمنية في الوقت الراهن، وتمثل قضايا الهجرة التي يباشرها مخفر الشرطة نسبة ضئيلة جدا، إذا ما تمت مقارنتها ببقية المراكز، وبالرغم من قلة القضايا بالهجرة، إلا أن شرطة محافظة حفر الباطن تعنى بمتابعة احتياجات كافة المراكز والمخافر بما في ذلك مخفر هجرة الصفيري، مع توفير الدعم المناسب لها بصفة مستمرة ووفق متطلبات الاحتياج. أما عن مطلب هجرة الصفيري بوجود بلدية مستقلة، فيبدو أنه أمر أكثر صعوبة، بعد أن رفع المجلس المحلي توصية لافتتاح بلدية مستقلة بهجرة الصفيري وذلك خلال اجتماعه الذي عقد في شهر جمادى الأولى الماضي، إلا أنها لم تر النور حتى الآن.