أصبح طريق هجرة الصفيري الذي يربطها بمحافظة حفر الباطن، حديث المجالس لدى أهالي الهجرة، بعد الحادث الأليم الذي ذهب ضحيته ستة أشخاص من عائلة واحدة، تبعه حادث آخر ذهب ضحيته مقيم آسيوي خلال يومين، خصوصاً وأن السكان الذين يقارب عددهم 2500 نسمة يضطرون لسلوك الطريق يومياً للذهاب لأعمالهم في حفر الباطن، إضافة إلى كونه الطريق الوحيد المتاح لهم للخروج من الهجرة، وقد تم افتتاحه عام 1424ه بطول 17 كيلومتراً، بمسار واحد، بهدف إنهاء معاناة الأهالي مع الطرق البرية التي حرمت هجرتهم من التطور والنماء طيلة سنوات مضت، ليتحول فيما بعد لهاجس خطير ومصدر تهديد لسلامة وحياة عابريه. وأعرب عدد من سكان هجرة الصفيري عن استغرابهم من الصمت الطويل من قِبل الجهات المعنية حيال وضع الطريق، وحرمان هجرتهم من طريق مناسب يكون شرياناً للهجرة بدلاً من «طريق الموت»، حسب وصفهم، وتزداد التساؤلات لدى سكان الصفيري كون هجرتهم تنافس محافظة حفر الباطن في القدم، إن لم تكن أقدم منها تأسيساً، مستغربين الحماس الذي يرونه من المسؤولين بعد كل حادث مروري يذهب ضحيته الأبرياء، ليخف هذا الحماس بعد فترة من الزمن وتبقى المعاناة مستمرة، حسب قولهم. ورأى المواطن سالم الظفيري أن الطريق أصبح عامل طرد للراغبين في العمل في الهجرة أو الاستثمار فيها، مضيفاً أن كثيراً ممن عملوا في الإدارات الحكومية المختلفة من مدارس ومستوصفات وغيرها طالبوا بالنقل من الهجرة بأسرع وقت، وقال «بل أصبح الطريق سبباً رئيساً في هجرة كثير من أبناء الصفيري لمحافظة حفر الباطن والاستقرار فيها، ناهيك عن عدم وجود مركز للدفاع المدني أو الهلال الأحمر، ما يضاعف خطورة أي حادث مروري». وأضاف المواطن محمد الظفيري، أن الآباء والأمهات أصبحوا يخشون على أبنائهم من استخدام هذا الطريق الذي لا مفر منه للطلاب والطالبات والعاملين في حفر الباطن، مطالباً أن يكون الطريق ضمن الطرق التي تشرف عليها وزارة النقل بدلاً من البلديات، لكونه طريقاً رئيساً يربط بين هجرة ومحافظة، ويحتاج اهتماماً ومتابعة أكبر، وقال «تكفي عشر سنوات من نزف الدماء على طريق سيئ». وأشار الأهالي ل»الشرق» إلى أن العمل في مشروع تحويل الطريق إلى مسارين يسير بصورة بطيئة جداً، مؤكدين أن المسافة القصيرة التي لا تتجاوز 17 كيلومتراً قد تحتاج لسنوات طويلة قبل الانتهاء منه إذا سار العمل على نفس الوتيرة، وقال المواطن سعود عقاب السويط «استعمال الطريق أصبح تجربة رعب يومية نمرّ بها ويمرّ بها كل من يستخدم الطريق، حيث يعاني من الضيق والمنعطفات الخطرة وخلوّه من النقاط الأمنية، إضافة إلى مزاحمته من قِبل أصحاب المواشي الذين تعدوا على أملاك الدولة الواقعة على جانبي الطريق بإقامة أحواش الماشية بكثافة عالية، في مخالفة صريحة للأنظمة، وأصبح الطريق ممراً لشاحنات الأغنام والأعلاف الضخمة والمتوسطة التي دمرت الطريق وتسببت في وقوع كثير من الحوادث المرورية». من جهته، أكد ل»الشرق» وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية، المشرف العام على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت، أنه تم الانتهاء من تصميم طريق يربط هجرة الصفيري بطرق حفر الباطن رفحاء، مشيراً إلى أن مشروع تنفيذه مدرج ضمن ميزانية الوزارة لعام 1433/ 1434ه في حال اعتمادها، لافتاً إلى تكوين لجنة مشكّلة من وزارة النقل ووزارة الشؤون البلدية والقروية لتسليم الطرق التي نفذتها البلديات خارج النطاق العمراني لوزارة النقل، وتسليم الطرق التي تشرف عليها وزارة النقل وتقع ضمن النطاق العمراني لوزارة الشؤون البلدية والقروية.