تبعد قرية النجيرة مايقارب 60 كم عن محافظة النعيرية التابعة للمنطقة الشرقية، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 2500 نسمة، وتفتقر إلى العديد من الخدمات والبنية التحتية، حيث يعاني أهلها من الخروج يوميا إلى النعيرية التي تبعد أكثر من 120كم لقضاء حوائجهم ومستلزماتهم الضرورية، الأمر الذي سبب لبعض أبناء الهجرة الكثير من المواقف الصعبة خلال تنقلهم. «عكاظ» تجولت على الهجرة ووقفت مع سكانها على بعض من احتياجاتهم التي توصف بأنها ضرورية جميعها من مياه ومركز صحي ودفاع مدني وخدمات بلدية ومدرسة ثانوية وغيرها، حيث تحدث المواطن سعيد العازمي (معلم) ل «عكاظ» حول مشكلة المياه التي يعاني منها سكان الهجرة معاناة كبيرة جدا، متسائلا عن التناقض العجيب الذي يعيشه السكان مع بعض المسؤولين على حد قوله حيث يوضح العازمي أن هذه الهجرة التي يسكنها أكثر من 2500 لا يوجد لديهم مياه محلاة لسكانها في الوقت الذي نفذت فيه وزارة الزراعة عملية تشجير حول الهجرة لمنع زحف الرمال وحفر آبار لسقاية تلك الأشجار من المياه المحلاة التي تزخر بها المنطقة. وأضاف أنه تم حفر بئر لسقاية هذه الأشجار، بينما لا يوجد لدى السكان تلك الخدمة، وقال إنه تم تنفيذ مشروع خارج الهجرة لتوصيل المياه إلى الأهالي ثم توقف المشروع لأكثر من ثماني سنوات وحتى الآن لم يكتمل هذا المشروع الذي لا نعلم سر توقفه، لافتا إلى أنه تم عمل التمديدات اللازمة للمنازل وتم حفر البئر لاستخراج المياه لتلك الخزنات القائمة. وأشار العازمي إلى أن الأهالي قد اعترضوا على عمل تلك الشركة بالحفر لمسافة بعيدة، حيث أوضحوا للمقاول أن الماء يوجد على مسافة قريبة جدا، وأن تجاوز هذه المسافة قد ينتج عنه الوصول إلى المياه الكبريتية التي لا يمكن الاستفادة منها وتستنزف التكاليف والوقت اللازم. غير أن إصرار المنفذين على عملهم بالخطة أوقع فيما كنا نمنع منه، حيث إن المياه الموجودة الآن هي مياه كبريتية لا يمكن الاستفادة منها، ولم يتم أصلا تكملة المشروع لإيصال هذه المياه لتلك الخزانات. الوضع الصحي من جانب آخر، أوضح شبيب العازمي أن الهجرة لا يوجد بها مركز صحي مكتمل وأن ما يقدمه المركز الحالي لا يتعدى وصفا للحالة المرضية فقط وغير مهيأ أصلا لاستقبال المرضى وجميع الكادر الذي يعمل فيه حاليا غير موجودين ويتمتعون بإجازتهم، بل إن التيار الكهربائي مفصول عنه، مشيرا إلى أن الحالات النسائية جميعها لا يستقبلها المركز ونتوجه يوميا إلى محافظة النعيرية. وقال العازمي إن الأدوية الموجودة به غير صالحة، حيث إنها تفتقر إلى البيئة الصحية للحفاظ عليها. ووقفت «عكاظ» مع الأهالي على هذا المركز ولاحظت أن التيار الكهربائي مفصول عن المركز لعدم تسديد الفاتورة، مؤكدين أنه لا يوجد أي موظف من شهر تقريبا فيه. سعد العازمي أيضا أشار إلى أن من بين احتياجات الهجرة مركزا للدفاع المدني، حيث إن وصول الدفاع المدني من النعيرية يأخذ ساعات طويلة حتى يباشر مهمته، بينما يقوم الأهالي بالتعامل مع الحادث بجهودهم الفردية، وقالوا إن منزل رئيس مركز الهجرة تعرض لحريق ولم يصل الدفاع المدني إلا بعد ساعتين من إطفائه لبعد المسافة، وقال إن وجود مركز للدفاع المدني ضروري جدا لمباشرة الحوادث حال وقوعها، خاصة أن وقوع تلك الحوادث بشكل مستمر في فترة الصيف خاصة. من جانبه، طالب خالد بن سدحان بحل لأزمة طلاب الهجرة الذين يدرسون المرحلة الثانوية حيث يقطعون يوميا مسافة تزيد على 140 كم للدراسة في النعيرية، وقال إن ترددهم على طريق النعيرية يوميا يشكل خطرا على حياتهم، لا سيمافي أوقات الضباب وموجة الغبار التي تجتاح الهجرة فترة الصيف، وطالب بأن تكون هناك مبادرة من المسؤولين باعتماد مرحلة ثانوية في المجمع الموجود حاليا، حيث يشير إلى إمكانية استحداث ثلاثة فصول للثانوية. من جانبه، أكد ل «عكاظ» رئيس مركز النجيرة علي بن دغيم أنه تقدم إلى المسؤولين بطلب استحداث مرحلة ثانوية تضمن لأبناء الهجرة تعليما مريحا في ظل وجود الإمكانية على إنشاء فصول دراسية في المجمع الحكومي الحالي. وأوضح طلق العازمي أن هجرة النجيرة تحتاج من بين طلباتها إلى مخفر للشرطة يكون مرجعا أمنيا لهم في خدمة الأهالي. وأشار العازمي من جانب آخر إلى أن البلدية لم تقم بتنفيذ أي من المشاريع الخدمية لهذه القرية لأكثر من أربع سنوات، فالمخطط كما هو لم يتغير لا حدائق ولا سفلتة ولا إنارة، حيث إنهم يتساءلون عن سر غياب الخدمات البلدية عنهم لأكثر من أربع سنوات، لا سيما أن الميزانية لهذه الخدمات تزيد سنويا. كما طالب أيضا وزارة الشؤون الإسلامية باعتماد إنشاء جامع ل 2500 مواطن، وقال المسجد الحالي هو من تبرع لفاعل خير وأن أعمال التكييف والصيانة تأتي عبر تبرعات الأهالي فقط، وأضاف أن المسؤولين بفرع النعيرية أخبرونا أنه لا يوجد لهم أي من هذه الاعتمادات وأن عليهم البحث عن متبرعين على حد قوله. وقال إننا نعاني خلال فترة الصيف من توقف المكيفات في المسجد.