تفاءل عدد من المزارعين في منطقة عسير بموسم زراعي جيد، عطفاً على ما شهدته المنطقة من هطول أمطار ما بين متوسطة إلى غزيرة خلال الفترة الحالية، وارتفاع منسوب المياه في بعض الآبار والسدود، مما يمهد الطريق لهم لفلاحة المزارع، وسط إجماع من بعضهم على أن المقيمين ممن امتهنوا زراعة الأراضي هم المستفيدون بالدرجة الأولى. وفي هذا السياق، يقول المواطن سعيد آل درويش "من قرى بني بشر 80 عاماً"، إن المزارعين استبشروا خيراً بهطول الأمطار التي تبعث على الراحة النفسية وتنمية الزراعة، ومن ثم الحصول على الغذاء سواء كان للإنسان أو الحيوان، لافتا إلى أن المزارعين يتركون المزارع لنحو أسبوع إلى عشرة أيام من بعد هطول المطر، ومن ثم يقومون بفلاحتها، عن طريق الآلآت الحديثة، وفي نطاق ضيق قد يستخدم البعض الأبقار، ولاسيما في المزارع الصغيرة، أو التي لا تصل إليها الآلآت الحديثة. وأضاف آل درويش: إن ممارسي الزراعة في المنطقة ينقسمون إلى قسمين، هما: مواطنون من كبار السن وهم قلة في ذلك المجال، إذ يقومون بفلاحة مزارعهم وبذر بعض الحبوب مثل القمح والذرة، ومقيمون يتنافسون على استئجار المزارع من المواطنين أو الدخول معهم كشركاء، وعادة ما يزرعون الخضراوات بأنواعها مثل: الطماطم والخيار والفلفل والكوسة والباذنجان والجزر، والخضر الورقية بأنواعها، إلا أن همهم الكسب المادي ولو على حساب العبث بالمياه. فيما يشير المواطن محمد آل راشد، إلى أن القدماء من الأهالي يتقيدون وبدقة بمواعيد زمانية محددة للزراعة، فتتم زراعة الذرة في موسم محدد والقمح في موسم آخر، إلا أن قلة الاهتمام بأمور الزراعة مؤخرا وتأخر هطول الأمطار تسبب في إهمال الكثيرين لتلك المواعيد، فيما أكد أن القمح والذرة هما أشهر ما يزرع في المنطقة عموما، إضافة إلى توجه البعض لزراعة الطماطم والخضار لأغراض تسويقية. وأوضح آل راشد أنه يجب على المزارعين صيانة مزارعهم التي أهملت في ظل تأخر هطول الأمطار، إذ نبتت بها بعض الأشواك، دون أن يقوموا بتنظيفها، فيما تهدم العديد من جدارنها وتسبب ذلك في ضياع المياه عنها بعد هطول الأمطار وعدم الاستفادة منها، معتبراً أن موسم الأمطار فرصة للاعتناء بالمزارع، مناشداً المسؤولين في إدارة الزراعة في المنطقة والمحافظات بتقديم الدعم المعلوماتي والمادي للمزارعين، والاسستشارات اللازمة لهم في المجال الزراعي. من جهته، أكد مدير عام المديرية العامة للزراعة في المنطقة المهندس فهد الفرطيش، ارتفاع منسوب المياه في عدد من السدود والآبار بفعل الأمطار التي شهدتها المنطقة مؤخرا، مما أسهم في تنظيف البيئة النباتية في المنطقة، ودعم الغطاء النباتي والغابات، مما يبشر بموسم زراعي مميز، وتنوع في المحاصيل، وانتعاش المدرجات الزراعية، والمحاصيل الحقلية، مثل الحبوب والقمح والشعير. وبيّن الفرطيش، أن للأمطار دورا كبيرا في إنعاش مئات المزارع بالمنطقة، ومن ثم تقديم المنتجات الزراعية المميزة خلال موسم هذا الصيف من الفاكهة التي تشتهر بها عسير، مثل اللوزيات والتفاح والرمان والتين والعنب والبرقوق، والخضراوات مثل الطماطم والخيار، مبديا في ختام حديثه استعداد إدارته وكافة فروعها المختلفة لتقديم المشورة والخدمات اللازمة للمزارعين وفق الإمكانات.