دبت الحياة من جديد إلى حقول الزراعة في منطقة عسير، بعد هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه في بعض الآبار والسدود. وأوضح المواطن محمد البشري أن المزارعين استبشروا خيراً بهطول الأمطار التي تبعث على الراحة النفسية وتساعد على تنمية الزراعة، ومن ثم الحصول على الغذاء سواء كان للإنسان أو الحيوان، لافتاً إلى أن المزارعين يتركون المزارع من أسبوع إلى عشرة أيام ، من بعد هطول المطر، ومن ثم يقومون بزراعتها عن طريق الآلات الحديثة، وفي نطاق ضيق قد يستخدم البعض الأبقار. ويشير المواطن عائض بن محي القحطاني إلى أن الأجداد كانوا يحددون توقيتات دقيقة في الزراعة، حيث تتم زراعة الذرة في موسم محدد، والقمح في موسم آخر، إلا أن قلة الاهتمام بأمور الزراعة مؤخراً، وتأخر هطول الأمطار تسببا في إهمال الكثيرين لتلك المواعيد، فيما أكد أن القمح والذرة هما أشهر ما يزرع في المنطقة عموماً، إضافة إلى توجه البعض لزراعة الطماطم والخضار لأغراض تسويقية. ووجه القحطاني عتباً لملاك المزارع بسبب إهمالهم الشديد لحقولهم على مدى سنوات خلت، في ظل تأخر هطول الأمطار، حيث نبتت بها الأشواك، دون أن يقوموا بتنظيفها، فيما تهدمت العديد من جدرانها، مما تسبب في عدم استفادتها من المياه بعد هطول الأمطار. من جهته أكد المدير العام للمديرية العامة للزراعة في المنطقة المهندس فهد الفرطيش ارتفاع منسوب المياه في الآبار شرق قحطان، والمجاردة، ومحايل وبارق، وبعض أودية عسير، وذلك إثر هطول كميات من الأمطار على المنطقة خلال الشهرين الماضيين، مما أسهم في تنظيف البيئة النباتية في المنطقة، ودعم الغطاء النباتي والغابات وغسل الأشجار وسقيا أشجار العرعر؛ مما يبشر بموسم زراعي مميز، وتنوع في المحاصيل، وانتعاش المدرجات الزراعية، والمحاصيل الحقلية، مثل الحبوب والقمح والشعير، كما أن لذلك دوراً كبيراً في إنعاش زراعة "القمح العتري" في بللسمر وبللحمر. وبيّن الفرطيش أن للأمطار، علاوة على ذلك، دوراً كبيراً في إنعاش مئات المزارع بالمنطقة، ودعم المزارعين في تقديم المنتجات الزراعية المميزة خلال موسم هذا الصيف من الفاكهة التي تشتهر بها منطقة عسير، مثل اللوزيات والتفاح والرمان والتين والعنب والبرقوق، والخضراوات مثل الطماطم والخيار، مبدياً استعداد إدارته وكافة فروعها المختلفة لتقديم المشورة والخدمات اللازمة للمزارعين.