يتهيأ آلاف المزارعين في محافظات ومراكز وقرى عسير إلى فلاحة مزارعهم وزرعها تزامنا مع الأمطار الغزيرة التي شهدتها غالبية أرجاء المنطقة مؤخرا بعد انقطاع دام بضع سنوات. وقال المواطن مسفر بن سعيد البشري إن حديث المجالس قي منطقة عسير هذه الأيام هو المطر فضلا عن كونه هاجس كبار السن فكثيرا ما يسألون عنه ويتناقلون أخباره باعتباره مصدرا هاما في الزراعة والرعي وسقيا المواشي، لافتا إلى أن المطر لا يقتصر أثره الإيجابي على الأرض فقط بل يمتد إلى النفوس ويبعث بها التفاؤل والأمل. ويشير المواطن صالح بن محمد آل ناشر من كبار السن في محافظة سراة عبيدة إلى أن الأوائل عادة ما يستبشرون بموسم الأمطار على اعتبار أن المزارع مصدر رزقهم الوحيد، مشيرا إلى أن ما شهدته المنطقة حاليا من أمطار من شأنها أن تعيد العديد من المزارعين إلى مزارعهم لفلاحتها بعد قحط استمر لعدة سنوات. وعن نوعية المزروعات التي تتم زراعتها حاليا قال آل ناشر: إن هناك مواعيد زمانية دقيقة لدى الأوائل فتتم زراعة الذرة في موسم محدد والقمح في موسم آخر، إلا أن قلة الاهتمام بأمور الزراعة مؤخرا وتأخر هطول الأمطار تسبب في إهمال الكثيرين لتلك المواعيد، مؤكداً أن القمح والذرة هي أشهر ما يزرع في المنطقة عموما إضافة إلى توجه البعض لزراعة الطماطم والخضار لأغراض تسويقية. أما المواطن معيض آل شتوي فانتقد أصحاب المزارع في المنطقة لإهمالهم الشديد لمزارعهم على مدى سنوات خلت في ظل تأخر هطول الأمطار حيث نبتت بعض الأشواك في مزارعهم، كما تهدم العديد من جدرانها مما تسبب في عدم استفادتها من هطول الأمطار، مشيرا إلى أن المزارعين من أهالي المنطقة يستخدمون الأبقار لفلاحة الأراضي وذلك على نطاق ضيق وبعضهم الآخر يستخدم الآلات الحديثة لهذا الغرض. وأضاف أن تنظيم أطراف المزارع وتقويتها يسهم بشكل مباشر في حفظ المياه لأطول مدة ممكنة ومن ثم إنعكاس ذلك على مياه الآبار والاستفادة منها. من جهته أوضح مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في منطقة عسير مبارك بن محمد المطلقة، ل"الوطن" استعداد إدارته وكافة فروعها المختلفة في منطقة عسير لتقديم المشورة والخدمات اللازمة للمزارعين.