الناس يأملون وبعض المسؤولين يماطلون، الحكومة تضخ الميزانية بسخاء والبيروقراطية تميعها على نار هادئة! تأتي المطالبة بحقوق مشروعة بطريقة تلتزم فيها بقيم ومعايير المجتمع، من حيث التقدير والاحترام والصدق، والالتزام بأنظمة الدولة من حيث تحقيق الشروط والضوابط المكملة لقبول مطالبك، ثم تسعى جاهدا من أجل تحقيق الهدف في إطار من الحكمة يعززها التفاؤل وتدفها الثقة بأن ذلك حقا مشروعا لك في ظل الالتزام بكل متطلبات التقديم مقرونا بالعدالة الاجتماعية التي ينشدها الجميع ويعتقدها، ثم تستلم من الموظف المختص رقم الطلب فتجد الموعد محددا بعد أسبوعين للمراجعة. وفي الموعد المضروب تأتيه حاملا همّا يخففه الأمل سائلا بتواضع مصحوب بقلق عما تم بشأن طلبك، فيرد عليك ببرود يقتل الأمل قائلا: طلبك مقيد حسب الأولوية! وبألم يعتصر الفؤاد وخيبة تقتل التفاؤل تغادر المكان مرددا... حسبنا الله ونعم الوكيل! هنا عدة نقاط: إن بحثتَ عن حقك المشروع وألحَّيتَ في الطلب بأدب واحترام مراعيا الضوابط والأنظمة مقدرا الموظف والجهة التي ينتسب لها قالوا عنك (طيب) وتجاهلوا طلبك، وعاملوك معاملةً الله بها عليم! وإن طالبتَ بحقك المشروع أكثر من مرة دون يأس أو ملل مع الأخذ بعين الاعتبار الالتزام بقيم ومعايير المؤسسة عدّوك مشاكسا (مشكلجي) وحذروا الآخرين منك ومن التعامل معك! وإن تعاملتَ معهم بسلوك تستحي أن تعامل به أخاك المسلم استقبلوك بطريقة تنم عن معرفة جيدة بحسن التعامل، موقنين بأن تحقيق مطلبك حق مشروع لك! هنا أتساءل: لماذا تجعل الآخرين يضطرون ليتعاملوا معك بسلوك غير حضاري خارج عن المألوف من أجل أن تقدم لهم خدمة هي واجبة عليك؟ ومضة: الإدارة العليا ليست المسؤولة عن المماطلة والتسويف والتعجيز؛ إنما المسؤول عن ذلك هو الموظف المختص المباشر لاستقبال الطلبات وتنسيق المواعيد، فإن أحسن العمل والمعاملة فيقينا إنك لن تحتاج للتردد على تلك المؤسسة لإنجاز طلبك، وإن تعامل معك باللامبالاة فاقرأ على معاملتك ما تستطيع ..