وضع مارشال الأول الذي يحتفظ حسب صفحته في الفيس بوك، بقائمة أصدقاء غير معلومة، بعدما أخفى كل تعريف يدل على شخصيته، الأمر الذي يعد غير معهود في شبكة التواصل الاجتماعي، ووضع على جدار الصفحة رسالة مضمونها «يا شباب يا بنات لم يتبق لدي إلا فرصة يوم واحد لتقديم الدراسة غدا صباحا لوزير العمل تتحدث عن لماذا لا يستمر السعودي في وظيفة القطاع الخاص، وما هي المسببات والشركات التي تحاول تطبيق السعودة ولكن ما يلبث الموظف أياما أو أشهرا حتى يفصل من العمل أو يستقيل، من كانت لديه أسباب أتمنى ذكرها نريد أن نوجد حلا لأبنائنا». ورغم أن مارشال برسالته كشف عن أنه ليس شخصية شبابية، إلا أن الشباب تفاعلوا معه سريعا، بعيدا عن تداول غموض الشخصية، فالمهم هو الهدف. لكن اللافت للنظر أن أفكار مارشال وأطروحاته، لطالما جذبت العديد من الشباب الذين يبادلونه الآراء والأفكار والمقترحات، دون التعرف على معلومات عنه، التي أخفاها من جدار صفحته نهائيا. دعوة وقبول «قبلنا الدعوة»، هكذا رد الشباب على دعوة مارشال الأول، الذين ما لبثوا أن بدؤوا يعدون الردود على تساؤلاته. وبلغة بيضاء، فضلنا عدم التدخل في مضمونها احتراما للطرح، أوضح الشاب فهد القحطاني «أنا من الأشخاص الذين عملوا في عدة شركات في شتى المجالات، أخي الكريم يضعون عليك مسؤولا شخصا أجنبيا غير سعودي أولا، وهذا حق مشروع أنه أقدم منك في الشركة وصاحب خبرة، وهو من مصلحة الشركة أن يكون مديرك ليدربك على العين والرأس، تجد كل أفراد الشركة إما يقربون أو يعرفون مديرك المباشر أو صاحب الشركة أو المدير الإقليمي وكلهم يتفقون عليك، ينتفونك من محلك بأي شكل من الأشكال، أو يحطون أعباء العمل عليك بمعنى يحملونك فوق طاقتك، غير الألفاظ التي تأتيك من مديرك ومن بعض العاملين، وغير الكلمات غير اللائقة من بعض الموظفين الذين هم في الأساس ليس لهم أي عمل، لكنهم موجودون بحكم قرابتهم للمدير أو لصاحب الشركة، تحت اسم معقبين، أو سواقين، وما إن تنهي عملك يطلبك المدير ويبدأ يقذف التهم عليك، رغم أنك لم تقم بعمل أي شيء أبدا، وتكون قائما بعملك على أكمل وجه، يحاولون تحطيمك نفسيا حتى تنفصل، يؤخرون رواتبك ويعطونك راتبا واحدا متأخرا من ثلاثة إلى أربعة رواتب، يحاولون بقدر المستطاع إجهادك وإتعابك، يدققون عليك في كل شيء». وأشارت من رمزت لنفسها باسم أسيرة الداود، إلى أن «من أهم الأسباب التي ينبغي أن تذكر هي البيروقراطية الإدارية، إذا كانت الإدارة سيئة فالمؤسسة كلها ستكون سيئة وفتش عن نوعية الوظائف ومرتباتها التي لم تعد تقنع أجيالا متعلمة منفتحة من شباب هذا اليوم». فوقية المديرين وبين من رمز لاسمه ب «فكر ورأي» أنه من واقع تجربته فإن أهم الأسباب هي «التحاق الشاب بالعمل قبل إعداد وتدريب يجعله يقع في الإحباط، كثرة العمل وضعف الراتب، التعامل مع الموظف من قبل بعض المديرين بفوقية وانعدام لمعايير الخلق بأسلوب منفر، الكيل بمكيالين للأقرباء والمعارف عمن سواهم، عدم وضوح الرؤية للموظف بحقوقه وواجباته، عدم الإحساس بالمسؤولية من قبل الموظف بالتغيب والتأخر عن موعد العمل، افتقاده الصبر والمثابرة، عدم إجادته للعمل من قلة الخبرة». ويروي الشاب عبدالله الأحمري حسب وصفه، تفاصيل واقعية كما يقول حدثت له خلال عمله، إذ «في يوم من الأيام في فترة الغداء التي تستمر ساعة واحدة، كنت أطبع أوراق عملاء، ومر من عندي أحد العمال طلبت منه شايا، فوضعته على الطاولة، وأشتغل وأشرب من الكأس، ما دري إلا المدير عندي من جنسية... قام بالتلفظ علي، وبدأ برمي التهم علي، وقال لي أنت فاشل، أنت مستهتر، أنت فيك وفيك، نظرت له مستفسرا عن المطلوب، قال لي مخصوم عليك اليوم، وبالاستفسار عن السبب، قال لي أنت لست في قهوة، بل في عمل، طيب أنا أشرب الشاي وأعمل، ومن غير المعقول أجلس من التاسعة صباحا، حتى التاسعة ليلا، دون التحرك من مكتبي، إلا في وقت الغداء، وأداء الصلوات، بالرغم من أن هناك عددا كبيرا جدا من الموظفين من نفس جنسية المدير، لا شغل ولا مشغلة، وجالسون معك في نفس المكتب، ويعملون نفس عملك، لكن بدون ضغوط عمل وأنت في ضغط مستمر». وأشار إلى المحاباة التي تحدث داخل بعض الشركات لبعض الموظفين من بني جلدتهم «تجدهم يطلبون الشخص الذي من جماعتهم، وكأن المدير يبغاه في تحقيق أو في عمل ثان، ويعطونك أوراقه وأوراقك، وهو جالس معهم في المكتب يسولف ويدخن ويضحك وشاي وقهوة، وأنت عليك عمله وعملك بكلمة واحدة هذا اللي عندنا، عاجبك أعمل، مهو عاجبك اضرب الباب، كما أن الرواتب متدنية جدا» قصة أخرى ويجزم الأحمري أن المعاناة لا ترتبط به فقط، بل عامة تطال الكثيرين «واحد من الأشخاص سعودي، كنت أنا وهو على مكتب واحد، ونعمل نفس العمل، سألته عن مدة عمله في الشركة فأخبرني أنه يعمل منذ 17 عاما، سألته إذا كانوا يرقونه في الوظيفية، قال لي أبدا، طيب ومديرك قال هذا يقرب للمدير الإقليمي، سألته عن راتب المدير فأخبرني أنه يصل إلى عشرين ألف ريال، رغم أن خدمته لا تتعدى 10 سنوات، صديقي اللي معي بنفس المكتب له 17 سنة وراتبه 3000 ريال، بينما أنا مبتدئ وراتبي 1500 وشهر أستلمه وشهران وثلاثة لا». ويرى شاب آخر أنه يجب أن يتم مثل تعامل وزارة المعارف «يقصد التربية والتعليم» مع المدارس الأهلية «بحيث يكون المديرون الإقليميون للشركات أو المتابعون الميدانيون أو المشرفون على الشركات موجهين من قبل وزارة العمل بحيث يلاحظون في كل صغيرة وكبيرة، ويكونون القلب النابض للموظفين للوزارة، أو يتم ضخ أكبر عدد من أصحاب الكفاءات العالية من الشباب السعودي في سوق العمل إجبارا على الشركات، واستبدال العمالة السعودية بالأجنبية إجبارا، ويكون على كل سجل تجاري مشرف من وزير العمل يلاحظ هذا السجل وما يتبع هذا السجل من نشاط من موظفين من فروع من كل شيء». الإجبار أولا وتصف أمل المطلق التعجيز للشباب السعودي بأنه ليس له شكل واضح «الشركات ليست غبية لهذه الدرجة، والأجانب يبغون يحفظون أماكنهم، وعندما يدخل الشباب السعودي في الشركات يكونون منافسين للأجانب، يعني احتمال لو وفق السعودي على الأجنبي يكون فيه استغناء عن الأجنبي الذي لازم يفعل شيئا عشان يحفظ محله، وما يتم طرده، ولو نظرنا إلى كفاءة الشباب السعودي والله إنه أثبت جدارته في كل مكان، حتى في الطبخ وفي الميكانيكا، وفي كل مجالات العمل التي يهتم فيها سوق العمل، لكن نقطة الضعف أن الشباب السعودي متصفون بطهارة الروح، ونقاء القلب وما يحقدون، ولا يكرهون، والأجنبي يستغل طهارة وصفاوة نية الشاب السعودي أو المواطن السعودي فيستغلها في صالحه، ويكون ضحيتها الشاب السعودي في بلده، لكن الحل الأمثل الإجبار على عمل السعودي، وصدقوني بيلاقون معارضة وتطفيشا، ومضايقة، لكن مع مرور السنين يكون الوضع طيبا». التطفيش حاصل وتتفق سارا التركي على أن هناك في بعض الشركات تطفيشا للشباب «علشان يأخذ مكانه واحد أجنبي، وطبعا ما فيه حد أدنى للرواتب، ومدة العمل طويلة تصل عشر ساعات، وقبل يومين رأيت إعلان توظيف مطلوب محاسب جامعي براتب 1500 ولمدة 10 ساعات، وهناك واحد صاحب مصنع كبير ما يحب يوظف سعوديين، لأن ما عندهم خبرة على حد كلامه، ويوظف معاقا ويقول إنه يحسب له عن أربعة سعوديين، والباقي أجانب، وفي هذه الحالة من المفترض على الشركات الكبرى أن تقوم بتدريب الموظفين لمدة سنة مع توفير السكن لهم وإعطائهم مكافأة، وبعدها توظفهم لديها براتب لا يقل عن خمسة آلاف ريال، والمفروض تكوين لجنة رقابية على الشركات للنظر في مدى أهمية الأجنبي لديها، إذا كان في الإمكان توفير سعودي يستطيع القيام بعمله، تعطي الشركة مهلة شهر لاستبداله بسعودي، وإلا تعرض للمساءلة». ويشير المشارك في الصفحة محمد الأحمد، إلى أنه «الأجانب استثمروا في بلدنا استثمارا فاحشا تحت تستر من السعوديين بطريقة غير مباشرة، يعني السعودي في الواجهة واترك الباقي علينا، والكثير من الشركات الكبرى أصحابها في الأساس أجانب والعقد والسجل التجاري وكل شيء باسم السعودي لكن السعودي ما له ولا مليم، اللهم منظر فقط» .